برعاتها فأمر لها بها ثم قال ألك حاجة بعدها حاجة بعدها قالت يدفع إلي النابغة الجعدي قال قد فعلت وقد كانت تهجوه ويهجوها فبلغ النابغة ذلك فخرج هارباً عائذاً بعبد الملك فاتبعته إلى الشام فهرب إلى قتيبة بن مسلم بخراسان فاتبعته على البريد بكتاب الحجاج إلى قتيبة بقومس ويقال بحلوان.
["رواية بنات الشاعر المقتول"]
كان لشاعر عدو فبينما هو سائر ذات يوم في بعض الطرق إذا هو يبعدوه فعلم الشاعر أن عدوه قاتله لا محاله فقال له يا هذا أنا أعلم أن المنية قد حضرت ولكن سألتك الله إذا أنت قتلتني أن امض إلى داري وقف بالباب وقل "ألا أيها البنتان أن أباكما" فقال سمعاً وطاعة ثم إنه قتله فلما فرغ من قتله أتى إلى داره ووقف بالباب وقال: "ألا أيتها البنتان أن أباكما" وكان للشاعر ابنتان فلما سمعا قول الرجل "ألا أيتها البنتان أنا أباكما" أجابتاه بفم واحد "قتيل خذا بالثار ممن أتاكما" ثم تعلقتا بالرجل ورفعتاه إلى الحاكم فاستقرره فأقر بقتله فقتله.
["رواية المتكلمة بالقرآن الكريم"]
قال عبد الله بن المبارك خرجت حاجاً إلى ببت الله الحرام وزيارة قبر نبيه عليه الصلاة والسلام فبينما أنا في بعض الطريق إذ أنا بسواد فتميزت ذاك فإذا هي عجوز عليها درع من صوف وخمار من صوف فقلت السلام عليك ورحمة الله وبركاته فقالت:(سَلاَمٌ قَوْلاً مّن رّبّ رّحِيمٍ)[يس: ٥٨] قال فقلت لها يرحمك الله ما تصنعين في هذا المكان قالت: (وَمَن يُضْلِلِ اللهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ)[الأعراف: ١٨٦] فعلمت أنها ضالة عن الطريق فقلت لها أين تريدين قالت: (سُبْحَانَ الّذِي أَسْرَىَ بِعَبْدِهِ لَيْلاً مّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَىَ الْمَسْجِدِ الأقْصَى)[الإسراء: ١] فعلمت أنها قد قضت حجها وهي تريد بيت المقدس فقلت لها أنت منذ كم في هذا الموضع قالت: (ثَلاَثَ لَيَالٍ سَوِيّاً)[مريم: ١٠] فقلت ما أرى معك طعاماً تأكلين قال: (هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ)