دار لبست البلى وتعطلت من الحلى، صارت من أهلها خالية بعدما كانت بهم حالية، قد أنفد البين سكانها وأقعد حيطانها، دار شاهد اليأس منها ينطق وحبل الرجاء فيها يقصر، كأن عمرانها يطوى وخرابها ينشر أركانها قيام وقعود وحيطانها ركع وسجود.
بكتْ دارهم من بهدهم فتهلَّلت ... دموعي فأيَّ الجازعين ألومُ
أمستعبراً يبكي على اللهو البلى ... أم آخر يبكي شجوه فيهيم
٢"وصف أيام الربيع" يوم جلابيب غيومه رواق وأردية نسيمه رقاق، يوم سماؤه فاختية وأر ضه طاووسية، يوم ممسك السماء معصفر الهواء معنبر الروض مصندل الماء، يوم تبسم عنه الربيع وتبرج عنه الروض المريع، يوم كأن سماءهمحد وأرضه عروس تتجلى، يوم دجنه عاكف وقطره واكف.
["وصف الرياض"]
روضة رقت حواشيها وتأنق واشيها، روضة كالعقود المنظمة على البرود المنمنمة، روضة قد راضتها كف المطر ودبجتها أيدي الندى، رياض كالعرائس في حيلها وزخارفها والقيان في وشيها ومطارفها باسطة زرابيها وأنماطها ناشرة برودها ورياطها زاهية بحمرائها وصفرائها تائهة بعيدانها وغدرانها وكأنما احتفلت لوفد أو هي من حبيب على وعد، روضة قد تضوعت بالأرج الطيب أرجاؤها وتبرجت في ظلل الغمام صحراؤها وتنافحت