المسيح في المهد وصوت عاذر من اللحد وكانت الدعاوى إلى بينة بل حكمتهم وانشدوه كلمتهم فرأينا به غرائب اليونان وبدائع الرومان وربما سمعنا خطب سحبان وشعر سيدنا حسان بذلك اللسان وأصبح وجود الإنسان غير محدود بزمن من الزمان: لله دره من تلميذ يستوعب ما عند المعلم ويستخلصه في لحظة معيداً لقوله ناقلاً لصوته ولفظه:
لقد وجدتُ مكان القول إذ سعةٍ ... فإن وجدتَ لساناً قائلاً فقلِ
نديم ليس فيه هفوة النديم وسمير لا ينسب إليه تقصير تسكته وتستعيده وتذمه وتستجيده وتنقصه وتستزيده وهو في كل هذه الأحوال راض بما يقال لا يكل من تحديث ولا يمل من حديث نمام عليك وينقل لغيرك كما ينقل إليك فهو المصور لكل فن المتكلم بكل لغة المحدث عن كل إنسان المؤرخ لكل زمان الشاعر الناثر المغني العازف لا تعجزه العبارة ولا يجهده الأداء ولا يضره اختلاف شكل ولا تباين أصل بل تعدت شدة حفظه البشرية من اللغات إلى حفظ أصوات العجماوات إلى حركة اصطحاك الجمادات.
"ووصف أيضاً نظارة ويشكر من أهداها"
ورد الكتاب المطرز بحلى الكرم المحلى بجميل النعم واستملت الهدية فسلمت يد أهدتها وحفظت السجايا التي لمحاسن الأعمال هدتها ودامت رحاب لمثل هذه الحسنات فيها مجال وللمحسنات بهاء وجمال وللآمال محط رحال وللمقاصد كعبة إقبال وطابت نفس تعالى الله أن تماثلها نفس عصام فإنها نسخت آية الكر والإقدام بآية الجود والإكرام وفعلت في القلوب بالعطاء والنوال ما قصرت عنه الرماح وتأملتها فأرتني ما لا