لم يملك الماُء عليها أمرها ... ولم يدنسها الضَّرام المحتضى
حيناً هي الدَّاء وأحياناً بها ... من دائها إذا يهيج يشتفى
قد صانها الخمارُ لمّا اختارها ... ضنّا بها على سواها واختبى
فهي ترى من طول عهدٍ أن بدت ... في كاسها الأعين الناس كلا
كأنّ قرن الشّمس في ذرورها ... بفعلها في الصَّحن والكاس اقتدى
نازعتها أروع لا تسطو على ... نديمهِ شرَّتهُ إذا انتشى
كأن نور الرّوض نظمُ لفظه ... مرتجلاً أو منشداً أو إن شدا
من كلّ ما نال الفتى قد نلته ... والمرءُ يبقى بعده حسن الثّنا
فإن أمت فقد تناهت لذّتي ... وكلُّ شيء بلغ الحدّ انتهى
وغن اعش صاحبت دهري عالماً ... بما انطوى من صرفهِ وما انتشى
حاشا لما أساره فيّ الحجا ... والحلم أن أتبع رواد الخنا
أو أن أرى لنكبة مختضعاً ... أو لابتهاج فرحاً ومزدهى
[وقال المثقب العبدي الجاهلي المتوفى سنة ٥٨٧ م من قصيدة]
لا تقولنّ إذا ما ترد ... أن تتمّ الوعد في شيء (نعم)
حسن قول (نعم (من بعد (لا) ... وقبيح قول (لا) بعد (نعم)
إن (لا) بعد (نعم) فاحشةٌ ... فبلا فابدأ إذا خفت الندم
وإذا قلت نعم فاصبر لها ... بنجاز الوعد إن الخلفَ ذم