ولد سنة ١٢٣ هـ? ونشأ بالبصرة فأخذ العربية والحديث والقراءة عن أئمة البصرة وأخذ عن فصحاء الأعراب وأكثر الخروج إلى البادية وشافه الأعراب وساكنهم وتعلم من خلف الأحمر نقد الشعر ومعانيه وكان أحفظ أهل زمانه حتى قال مرة إني أحفظ اثني عشر ألف أرجوزة فقال له رجل: منها البيت والبيتان. فقال: ومنها المائة والمائتان. وعمر حتى أدرك زمن المأمون. وأراد المأمون أن يقدمه إليه فاعتذر بكبر السن. ومات سنة ٢١٦ هـ? وله مؤلفات كثيرة.
[العصر الرابع عصر المماليك التركية ٦٥٦ ١٣٣٠ هـ?]
[حالة اللغة العربية وادابها في ذلك العصر]
لما اكتسح التتار ممالك الدولة العباسية افترقوا إلى ممالك متعددة بآسيا وشرقي أوروبا، ولم يلبثوا أكثر من نصف قرن حتى أسلموا وشرعوا يخدمون الإسلام: بتقريب العلماء إليهم وترغيبهم في التأليف، ففاد ذلك في إدامة الحركة العلمية في الجملة، وإن لم يفد اللغة العربية فائدة تذكر لمكان العجمة منهم، أما علوم العرب وأدبها فلم يكن لها مباءة ترجع إليها إلا البلاد العربية كالشام ومصر غير أنه أصبحت اللغة التركية العثمانية هي اللغة الرسمية للأعمال الديوانية والسياسية في جميع الممالك العثمانية، فزاحمت اللغة العربية مزاحمة ظهر أثرها بيناً في تحرير الرسائل الديوانية والمعاهدات السياسية، ودخل في اللغة أثناء دولتي المماليك والعثمانيين كثير من الألفاظ التركية والفارسية:
[النثر لغة التخاطب]
كادت تحل محل اللغة العامية العربية (في أعالي الجزيرة وشرقي العراق) اللغة الفارسية والتركية والكردية ممزوجة بشيء من الألفاظ العربية.
أما في بقية الجزيرة والعراق ومصر والشام فقد بقيت العامية العربية لسان الجميع فيها حتى الملوك والسلاطين لغلبة العناصر العربية فيها. بل دون بها بعض العلماء ونظم بها الشعراء ثم أخذت العناية بها في الانحطاط.
[الخطابة]
لم تتغير الخطابة هما كانت عليه أواخر الدولة العباسية من حيث قصورها على خطب الجمع والأعياد وتلاوة بعض المرسومات والمنشورات وبقيت لغة الخطابة العربية وحدها أو مع الترجمة إلى الأعجمية.
[الكتابة الكتابة الخطية]
درج الخط في هذا العصر في الطريق التي مهدها ابن مقلة وابن البواب