للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

***

زمان الفرد يا (فرعون) ولّى ... ودالت دولة المتجبِّرينا

وأصبحت الرعاة بكل أرض ... على حكم الرَّعية نازلينا

وتذهب النحل خفا ... فاً وتجيء موقرة

حوالب الشمع من ال ... خمائل المنورة

جوالب المآذي من ... زهر الرياض النيرة

مشدودة جيوبها ... عل الجني مزررة

وكل خرطوم أدا ... ة العسل المقطرة

وكل أنف قانئ ... فيه من الشهد بره

حتى إذا جاءت به ... جاست خلال الأدوره

وغيبته كالسّلا ... ف في الديان المحضرة

فهل رأيت النحل عن ... أمانة مقصره

ما اقترضت من بقلةٍ ... أو استعارت زهرة

أدت إلى الناس به ... سكرة بسكرة

وشيٌ طواه في الثرى صوانه ... حتى إذا ملّ من الطي انتشر

[ومن قصيدة له في وصف الربيع]

انظر إلى زهر الربيع وما جلت ... فيه عليك طرائف الأنوار

أبدت لنا الأمطار يه بدائعاً ... شهدت بحكمة منزل الأمطار

ما شئت للأزهار فيه صحرائه ... من درهم بهج ومن دينار

وجواهر لولا تغيّر حسنها ... جلّت عن الأثمان والأخطار

وله أيضاً في وصفه

ألست ترى وشيء الربيع المنمنما ... وما رصّع الربعي فيه ونظما

فقد حكت الأرض السماء بنورها ... فلم أدر في التشبيه أيهما السما

فخضرتها كالجو في حسن لونه ... وأنوارها تحكي لعينيك أنجما

فمن نرجس لما رأى حسن نقشه ... تداخله عجبٌ به فتبسّما

وأبدى على الورد الجنّي تطاولا ... فأظهر غيظ الورد في خده دما

وزهر شقيق نازع الورد فضله ... فزاد عليه الورد فضلاً وقدماً

وظلّ لفرط الحزن يلطم خدّه ... فأظهر فيه اللطم جمراً مضرماً

ومن سوسن لما رأى الصبغ كله ... على كل أنوار الريّاض تقسّما

تجلبب من زرق اليواقيت حلّة ... فأغرب في الملبوس منه وأحكما

وأنوار منثور تخالف شكلها ... فصار بها شكل الربيع متمما

جواهر لو قد طال فينا بقاؤه ... رأيت بها كل الملوك مختّما

[وللقاضي محمد بن النعمان في وصف الهلال]

انظر إلى حسن ذا الهلال وقد ... بدا لست مضين من عمره

<<  <  ج: ص:  >  >>