وكان ممن يصون الخيل فلا يلحق له في ذلك غبار، حتى ضرب به المثل قال الأصمعي: ثلاثة يصفون الخيل فلا يقاربهم أحد: طفيل الغنوي وأبو داود الإيادي، والنابغة الجعدي، وله في الفخر والهجا والمديح والرثاء شعر كثير ومن أشرفه قصيدته التي مدح بها الرسول الكريم وهي:
خليلي عوجا ساعةً وتهجّرا ... ونوحا على ما أحدث الدهر أو ذرا
ولا تجزعا إن الحياة ذميمة ... فخفَّات لروغعات الحوادث أوقرا
وإن جاء أمر لا تطيقان معه ... فلا تجزعا مما قضى الله واصبرا
ألم تريا أن الملامة نفعها ... قليل إذا ما الشيء ولّى وأدبر
تهيج البكاء والندامة ثم لا ... تغير شيئاً غير ما كان قدرا
أتيت رسول الله إذا جاء بالهدى ... ويتلو كتاباً كالمجرة نيرا
أقيم على التقوى وأرضي بفعلها ... وكنت من النار المخوفة.. أحذرا
ومنها في الفخر:
وإنا لقوم ما تعوّد خيلنا ... إذا ما التقيا أن تحيد وتنفرا
وتنكر يوم الرّوع ألوان خيلنا ... من الطعن حتى نحسب الجون أشقرا
بلغنا السماء مجدنا وجدودنا ... وإنا لنرجو فوق ذلك مظهرا
ولا خير في حلم مجدنا إذا لم تكن له ... بوادر تحمي صفوة أن يكدرا
ولا خير في جهل إذا لم يكن له ... حليم إذا ما أورد الأمر أصدرا
ولما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم (بلغنا السماء البيت) قال فأين المظهر يا أبا ليلى ثقال الجنة، وقال إن شاء الله، ولما أتم قصيدته قال له الرسول أجدت لا يفضض اله فاك فأتت عليه مائة سنة أو نحواها وما انفضت من فيه سن.
[(٦) عمر بن أبي ربيعة]
هو أبو الخطاب عمر بن عبد الله بن أبي ربيعة القرشي المخزومي اشعر قريش وأرثق أصحاب الغزل، وأوصف الشعراء لأحوال النساء.