للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولكن أخو الحزم الذي ليس نازلاً ... به الخطبُ ألا وهو للقصد مبصرُ

[وقال حبيب بن أوس أبو تمام الطائي]

أنا ابن الذي استرضعَ الجودُ فيهمُ ... وقد ساد فيهم وهو كهلٌ ويافعُ

نجومٌ طواليعٌ جبالٌ فوارعٌ ... غيوثٌ هواميعٌ سيولٌ دوافعُ

مضوا وأنّ المكرمات لديهمُ ... لكثرة ما أوصوا بهنّ شرائعُ

فأيُّ يد في المحل مدَّت فلم يكن ... لها راحةٌ من جودهم وأصابع

هم استودعوا المعروف محفوظ ما لنا ... فضاع وما ضاعتْ لدينا الودائع

بها ليلُ لو عاينت فيض أكفهم ... لأيقنتَ أن الرّزق في الأرض واسع

إذا خفقت بالبذل أرواحُ جودهم ... حداها النَّدى واستنشقتها المدامع

رياحٌ كريح العنبر الغضّ في الندى ... ولكنها يوم اللّقاء زعازع

هي السَّمُّ ما تنفك في كلّ بلدةٍ ... تسيلُ به أرماحهم وهو ناقعُ

أصارت لهم أرض العدوّ قطائعاً ... نفوسٌ لحدّ المرهفات قطائع

بكلّ فتّى ما شاب من روع وقعةٍ ... ولكنه قد شبنَ منه الوقائع

إذا ما أغاروا فاحتووا مال معشر ... أغارت عليهم فاحتوتهُ الصّنائع

فتعطي الذي تعطيهم الخيل والقنا ... أكف الإرث المكرمات موانع

[وقال أبو فراس الحمداني]

ووالله ما قصرّت في طلب العلى ... ولكن كأن الدّهر عني غافل

<<  <  ج: ص:  >  >>