[ومنها]
يمنَّون أن خلوا ثيابي وإنّما ... علي ثيابٌ من دمائهم حمرُ
وقائم سيفٍ فيهم دقَّ نضله ... وأعقاب رمحِ فيهم حطم الصدر
سيذكرني قومي إذ جدّ جدهم ... وفي الليلة الظلماء يفتقدُ البدرُ
ولو سدَّ غيري ما سددتُ اكتفوا به ... وما كان يغني التّبر ولو نفق الصُّفر
ونحن أناسٌ لا توسط بيننا ... لنا الصدرُ دون العالمين أو القبر
أعزُّ بني الدنيا وأعلى ذوي العلا ... وأكرم من فوق التُّراب ولا فخر
وقال أيضاً
عيري يغيّره الفعالُ الجافي ... ويحولُ عن شيم الكريم الوافي
لا أرتضي ودّا إذا هو لم يدمْ ... عند الجفاء وقلّة الإنصاف
إنّ الغني هو الغني بنفسه ... ولو أنه عاري المناكب حافٍ
ما كلُّ ما فوق البسيطة كافياً ... وإذا قنعت فبعض شيء كافِ
وتعافُ لي طمع الحريص فتوتي ... ومروءتي وقناعتي وعفافي
ومكارمي عددُ النجومِ ومنزلي ... مأوى الكرامِ ومنزلِ الأضياف
وقال أيضاً
أتدعو كريماً ومن يجود بمالهُ ... ومن جادَ بالنّفس النّفيسة أكرمُ
إذا لم يكن ينجي الفرار من الرّدى ... على حالةٍ فالصّبر أرجي وأحزمُ
لعمري لقد أعذرت لو أن مسعداً ... وأقدمت لو أن الكتائب تقدمُ
وما عابك ابن السَّابقين إلى العلا ... تأخر أقوامٍ وأنت مقدِّم
وما لك لا تلقى بمهجتك الفنا ... وأنتَ ن القومِ الذين همُ هم
[وقال أبو الطيب المتنبي]
أطاعنُ من فوارسها الدّهر ... وحيداً وما قولي كذا ومعي الصبر
وأشجعُ مني كلّ يومٍ سلامتي ... وما ثبتت إلا وفي فسها أمر
تمرّست بالآفات وحتى تركتها ... تقول أمات الموتُ أم ذعرَ الذعرُ
وأقدمت إقدامَ الأبي كأن لي ... سوى مهجتي أو كان لي عندها وترُ