ماكنت أوثر أن يمتد بي زمني ... حتى أرى دولة الأوغاد والسفل
تقدمتني أناس كان شوطهم ... وراء خطوي لو أمشي على مهل
هذا جزءاً امرئ أقرانه درجوا ... من قبله فتمنى فسحة الأجل
فإن علاني من دوني فلا عجب ... لي أسوة بانحطاط الشمس عن زحل
فاصبر لها غير محتال ولاضجر ... في حادث الدهر مايغنيعن الحيل
أعدى عدوك أدنى من وثقت به ... فحاذر الناس واصحبهم على دخل
فإنما رجل الدنيا وواحدها ... من لايعول في الدنيا على رجل
وحسن ظنك بالأيام معجزة ... فظن شراً وكن منها على وجل
غاض الوفاء وفاض الغدر وانفرجت ... مسافة الخلف بين القول والعمل
وشان صدقك عند الناس كذبهم ... وهل يطابق معوج بمعتدل
إن كان ينجح شيءً في ثباتهم ... على العهود فسبق السيف للعذل
ياوارداً سؤر عيش كله كدرٌ ... أنفقت صفوك في أيامك الأول
فيم اقتحامك لج البحر تركبه ... وأنت تكفيك منه مصة الوشل
ملك القناعة لايخشى عليه ولا ... يحتاج فيه إلى الأنصار والخول
ترجو البقاء بدار لاثبات بها ... فهل سمعت بظل غير منتقل
وياخبيراً على الإسرار مطلعاً ... اصمت ففي الصمت منجاةٌ من الزلل
وقد رشحوك لأمر إن فطنت له ... فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل
[وقال المرحوم عبد الله باشا فكري يخاطب نجله أمين باشا]
إذا نام غر في دجى الخطب فاسهر ... وقم للمعالي والعوالي وشمر
وحل أحاديث الأماني فإنها ... علالة نفس العاجز المتحير
وسارع إلى مارمت مادمت قادراً ... عليه فإن لم تبصر النجح فاصبر