وأنشد قصيدته الميمية الآتية يعرّف بعلي وينكر على هشام تجاهله، فحبسه هشام ثم أطلقه. وعاش الفرزدق قريباً من مائة سنة ومات بالبصرة سنة ١١٠ هـ.
شعره: يمتاز شعر الفرزدق بفخامة عبارته، وجزالة لفظه، وكثرة غريبه ومداخلة بعض ألفاظه في بعض، ولذلك يعجب به أهل اللغة والنحو وكان يقال (لولا شعر الفرزدق لذهب ثلث اللغة) ويعتبر الفرزدق من أفخر شعراء العرب وأشدهم ولوعاً بتعداد مآثر آبائه وأجداده.
ومن جيد شعره قوله يمدح علي بن الحسين:
هذا الذي تعرفُ البطحاء وطأته ... والبيتُ يعرفه والحلُّ والحرمُ
هذا ابن خير عباد الله كلّهم ... هذا التقي النقيُّ الطاهر العلمُ
وليس قولك من هذا بضائره ... العربُ تعرفُ من أنكرتَ والعجمُ
إذا رأته قريشٌ قال قائلها ... إلى مكارم هذا ينتهي الكرمُ
يغضي حياءً ويغضى من مهابته ... فلا يكلّم إلا حين يبتسمُ
بكفه خيزرانٌ ريحها عبقٌ ... من كف أروع في عرنينه شممُ
يكاد يمسكه عرفان راحته ... ركن الحطيم إذا ما جاء يستلمُ
ينشقُّ ثوب الدّجى عن نور غرته ... كالشمس تنجاب عن إشراقها الظلمُ
من معشر حبّهم دينٌ وبغضهم ... كفرٌ وقربهم منجّى ومعتصمُ
إن عُدّ أهل التقى كانوا أئمتهم ... أو قيل من خير أهل الأرض قيل هم
[(٩) جرير]
هو أبو حزرة بن عطية بن الخطفى التميمي اليربوعي: أحد فحول