للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عليها كل ما يمر بها، بل الغصن الرطب يميل به كل نسيم بل وجه البحيرة الصافي يحركه كل ريح، من قصيدة له يصف ضرب الأسطول الإيطالي سواحل الشام ويستنهض الهمم:

بلادي لا يزالُ هواكِ منّي ... كما كان الهوى قبل الفطام

أقبّل منك حيثُ رمى الأعادي ... رغاماً طاهراً دون الرّغام

وافدي كل جلمود فتيت ... وهي بقنابل القوم اللّئام

لحى الله المطامعَ حيث حلّت ... فتلك أشدّ آفات السلام

تشوبُ الماَء وهو أغرّ صاف ... وتمشي في المشارب بالسّقام

أقول وقد أفاق الشّرق ذعراً ... من الحال الشّبيهة بالمنام

على صخب المدافع في حماه ... ورقص الموت بينَ طلّيً وهامِ

أقول بصوته لحماة دار ... رماها من بغاة الغرب رام

أباةَ الضيَّم من عرب وترك ... نسورَ الشّمّ آسادَ الموامي

قرومَ العصر فرساناً ورجلاً ... نجوم الكرّ من خلف اللثام

بنا مرض النَّعيم فنسمونا ... وغّى يشفي من الصفّو العقام

بنا برد المكوث فأدفئونا ... بحمَّى الوثب حيث الخطب حام

بنا عطلُ السّماع فشنَّفونا ... بقعقعة الحديد لدى الصّدام

على هذا الرّجاء ونحن في ... نسيرُ موفقين إلى الأمام

[وقال في نابليون وهو يراقب السماء في آخر أيامه]

قالوا لنابليون ذات عشيّة ... إذ كان يرقب في السّماء الأنجما

هل بعد فتح الأرض من أمنيَّة ... فأجاب انظر كيف أفتتح السّما

[أبواب الشعر العربي]

[الباب الأول في المديح]

"قال أمية بن أبي الصلت المتوفى سنة ٩ هـ? في العزة الإلهية".

<<  <  ج: ص:  >  >>