كتاباً بلغاء، ولما صارت الكتابة صناعة، تداولها كثير من الأعاجم وغيرهم: واشتهر من بين هؤلاء.
[عبد الحميد بن يحيى الكاتب]
هو عبد الحميد بن يحيى بن سعيد العامري الشامي شيخ الكتاب الأوائل.
كان عبد الحميد في أول أمره معلم صبيان حتى فطن له مروان بن محمد أيام توليته أرمينية فكتب له مدة ولايته حتى إذا بلغه مبايعة أهل الشام له بالخلافة سجد مروان له شكراً وسجد أصحابه إلا عبد الحميد، فقال مروان لم لا تسجد؟ فقال ولم أسجد؟ أعلى أن كنت معنا فطرت عنا، قال إذا تطير معي قال الآن طاب لي السجود وسجد، فاتخذه مروان كاتب دولته.
لما دهمت مروان جيوش خراسان أنصار الدعوة العباسية وتوالت عليه الهزائم كان عبد الحميد يلازمه في كل هذه الشدة، فقال له مروان قد احتجت أن تصير مع عدوي وتظهر الغدر بي، فإن إعجابهم بأدبك وحاجتهم إلى كتابك يحوجهم إلى حسن الظن بك، فإن استطعت أن تنفعني في حياتي وإلا لم تعجز حفظ حرمي بعد وفاتي، فقال له: إن الذي أشرت به عليّ أنفع الأمرين لك وأقبحهما بي، وما عندي إلا الصبر حتى يفتح الله عليك أو أقتل معك وأنشد:
أسرُّ وفاء ثم أظهر غدرة ... فمن لي بعذرٍ يوسع الناس ظاهره
وبقي معه حتى قتل مروان سنة ١٣٢ هـ?، وأخذ عبد الحميد إلى السفاح فقتله سنة ١٣٢هـ?.
منزلته في الكتابة
هو الأستاذ الأول لأهل صناعة كتابة الرسائل وذلك أنه أول من مهد سلبها،