الأرض حولك والسماء اهتزتا ... لروائع الآيات والآثار
ولقد تمر على الغدير تخاله ... والنبت مرآة زهت بإطار
حلو التسلسل موجه وخريره ... كأنامل مرت على أوتار
ينساب في مخضلة مبتلة ... منسوجة من سندس ونضار
وترى السماء ضحى وفي جنح الدجى ... منشقة عن أنهر وبحار
في كل ناحية سلكت ومذهب ... جبلان من صخر وماء جار
[وقال محمد حافظ بك إبراهيم يصف المنيل]
نظرت للنيل فاهتزت جوانبه ... وفاض بالخير في صهل ووديان
يجري على قدر في كل منحدر ... لم يجف أرضاً ولم يعمد لطغيان
كأنه ورجال الري تحرسه ... مملك سار في جند وأعوان
قد كان يشكو ضياعاً مذ جرى طلقاً ... حتى أقمت له خزان أسوان
وقال أيضاً عن لسان حال اللغة العربية واصفاً لها
رجعت لنفسي فاتهمت حصاتي ... وناديت قومي فاحتسبت حياتي
رموني بعقم في الشباب وليتني ... عقمت فلم أجزع لقول عداتي
ولدت ولما لم أجد لعرائسي ... رجالاً وأكفاء وأدت بناتي
وسعت كتاب الله لفظاً وغاية ... وما ضقت عن آي به وعظات
فكيف أضيق اليوم عن وصف آلة ... وتنسيق أسماء لمخترعات
أنا البحر في أحشائه الدركامن ... فهل سألوا الغوص عن صدفاتي
فيا ويحكم أبلي وتبلى محاسني ... ومنكم وإن عز الدواء أساتي
فلا تكلوني للزمان فإنني ... أخاف عليكم أن تحين وفاتي
أرى لرجال الغرب عزاً ومنعة ... وكمك عز أقوام بعز لغات