للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ذر النّفس تأخذ وسعها قبل بينها ... فمفترق جاران دارهما العمر

ولا تحسبنّ المجدَ زقّا وقينة ... فما المجد إلا السّيف والفتكة البكر

وتضربت أعناق الملوك وأن ترى ... لك الهبوات السُّودُ والعسكر المجرْ

وترككُ في الدُّنيا دوياً كأنما ... تداول سمعَ المرءِ أنملة العشر

إذا الفضل لم يرفعك عن شكر ناقص ... على هبة فالفضل فيمن له الشكر

ومن ينفق السَّاعات في جمع مالهِ ... مخافة فقرِ فالذي فعل الفقر

وقال صفيّ الدّين الحليّ

سلِ الرماح العوالي عن معالينا ... واستشهد البيض هل خاب الرّجال فينا

وسائل العرب والأتراك ما فعلتْ ... في أ {ضِ فير عبيد الله أيدينا

لقد سعينا فلم تضعف عزائمنا ... عما تروم ولا خابت مساعينا

يا يوْم وقعة زوراء العراقِ وقد ... دنّا الأعادي كما كانوا يدينونا

بضمرِ ما ريطناها مسوَّمة ... إلا لتغزو بها من بات يغزونا

وفتية إن نقل أصغوا مسامعهم ... لقولنا أو دعوناهم أجابونا

قومٌ إذا استخصموا كانوا فراعنة ... يوماً وإن حكموا كانوا موازينا

تدَّرعوا العقل جلاباً فإن حميت ... نار الوغى خلتهم فيها مجانينا

إذا ادعوا جاءت الدنيا مصدقة ... وإن دعوا قالت الأيام آمينا

إن الزّرازير لما قام قائهما ... توهمت أنها صارت شواهينا

ظنت تأتي البُزاةِ الشُّهب عن جزع ... وما درت أنه قد كان تهوينا

ذلّوا بأسيافنا طول الزمان فمذ ... تحكموا وأظهروا أحقادهم فينا

لم يغنم مالنا عن نهب أنفسنا ... كأنهم في أمانٍ من تقاصينا

أخلوا المساجد من أشياخنا وبغوا ... حتى حملنا فأخلينا الدواوينا

ثم أثنينا وقد ظلت صوارمنا ... تميس عجباً وتهنز القنا لينا

والدّماء على أثوابنا علقٌ ... ينشره عن عبير المسك يغنينا

إنا لقومٌ أبت أخلاقنا شرفاً ... أن نبتدي بالأذى من ليس يؤذينا

بيضٌ صنائعنا سودُ وقائعنا ... خضٌ مرابعنا حمرُ مواضينا

لا يظهر العجزُ منا دون نيل منى ... ولو رأينا المنايا في أمانينا

[وقال أبو العلاء المعري]

ألا في سبيل المجدِ ما أنا فاعل ... عفافٌ وإقدامُ وحزمٌ ونائلٌ

أعندي وقد مارست كلَّ خفيةِ ... يصدق واشٍ أو يخيّب سائل

تعدٌّ ذنوبي عند قومٍ كثيرةٌ ... ولا ذنب لي إلا العلا والفضائل

<<  <  ج: ص:  >  >>