اكرم الجار وراعٍ حقّه ... إن عرفان الفتى الحقَّ كرم
لا تراني راتعاً من مجلسِ ... في لحوم الناس كالسّبع الضّرم
إن شرّ الناس من يمدحني ... حين يلقاني وإن غبت شتم
وكلام سيءِ قد وقرت ... عنه أذناي بي من صمم
ولبعضُ الصفح والأعراض عن ... ذي الخنا أبقى وإن كان ظلم
[وقال الأفوه الأودي الجاهي المتوفى سنة ٥٧٠ م]
البيت لا يبتنى إلا على عمد ... ولا عماد إذا لم ترسُ أوتاد
فإن تجمَّع أوتاد وأعمدة ... يوماً فقد بلغوا الأمر الذي كادوا
لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم ... ولا سراة إذا جهّالهم سادوا
تهدى الأمور بأهل الرأي ما صلحت ... فإن تولّت فبالأشرار تنقاد
إذا تولى سراة الناس أمرهم ... نما على ذاك أمر القوم فازدادوا
كيف الرشاد إذا ما كنت في بقر ... لهم عن الرّشد أغلال وأقياد
أعطوا غواتهمُ جهلاً مقادتهم ... فكلهم في حبال الفيّ منقاد
[وقال الإمام علي كرم الله وجهه]
أما والله الظَّلم شؤمق ... ولا زال المسيءُ هو الظّلومُ
إلى الدّيان يوم الدين نمضي ... وعند الله تجتمع الخصوم
ستعلم في الحساب إذا التقينا ... غداً عند المليك من الملوم
ستنقطع الّلذاذةُ عن أناسٍ ... من الدُّنيا وتنقطع الهموم
لأمر تصرّمت الليالي ... لأمرٍ ما تحرّمت النّجوم
سل الأيّام عن أمم تقضّتْ ... ستنبيك المعالم والرُّسوم
تروم الخلد في دار الدّنايا ... فكم قد رام غيرك ما تروم
تنام ولم تنم عنك المنايا ... تنبّه للمنيّة يا نؤوم
لهوت عن الفناء وأنتَ تفنى ... فما شيءٌ من الدُّنيا يدوم
تموت غداً وأنت قرير عين ... من الشّهوات في لجج تعوم