وليأتينّ عليك يوماً مرّة ... يبكي عليك معنَّفاً لا تسمع
فلئنْ بهم فجع الزَّمان وريبهُ ... أني بأهل مودّتي لمفجع
والنّفس راغية إذا رغّبتها ... وإذا تردُّ إلى قليل تقنعْ
وقال أبو الأنباري المتوفى سنة ٣٢٨ هـ? يرثي أبا طاهر بن بقية وزير عز الدولة لما قتل وصلب وهي من أعظم المراثي ولم يسمع بمثلها في مصلوب حتى أن عضد الدولة الذي صلبه تمنى لو كان هو المصلوب وقيلت فيه.
علوَّ في الحياةِ وفي الممات ... لحقٌ أنتَ إحدى المعجزات
كأنّ النَّاس حولك حين قاموا ... وفودُ نداك أيام الصلاتِ
كأنكَ قائم فيهم خطيباً ... وكَّلهمُ قيامٌ للصّلاةِ
مددت يديك نحوهم احتفاءً ... كمدّهما إليهمْ بالهباتِ
ولمّا ضاقَ بطنُ الأرضِ عن أن ... يضمَّ علاكَ من بعدِ الوفاةِ
أصاروا الجوَّ قبرك واستعاضوا ... عن الأكفان ثوب السّافيات
لعظمك في النّفوس تبيت ترعى ... بحراَّس وحفّاظ ثقاب
وتوقدُ حولك النّيرانُ ليلاً ... كذلك كنتَ أيَّامَ الحياة
ركبت مطيَّة منْ قبلُ زيدٌ ... علاها في السّنينَ الماضياتِ
وتلكَ قضيّةٌ فيها تاسّ ... تباعدُ عنك تعييرَ العداةِ
ولم أر قبل جذعك قطُّ جذعاً ... تمكّن منْ عتاق المكرمات
أسأتَ إلى النوائبِ فاستثارت ... فأنت قتيل ثأر النائباتِ