للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ويشقُ أجواز القفار مغامراً ... وعرُ الطريق لديهِ كالصحصاحِ

وأين الكنانةِ راكد ... يرنو بعين غير ذات طماحِ

لا يستغل، كما علمت، ذكاءهُ ... وذكاؤهُ كالخاطفِ اللّماحِ

أمسى كماءِ النّهرِ ضاعَ فراتهُ ... في البحرِ بين أجاجهِ المنداحِ

فانهضْ ودعْ شكوى الزمانِ ولا تنخ ... في فادح البؤسى مع الأنواحِ

واربح لمصرَ برأس مالك عزّةً ... إن الذكاء حبالةُ الأرباحِ

وإذا رزقت رياسةً فانسج لها ... بردين من حزم ومن إسجاجِ

واشرب من الماءِ القراحٍ منعماً ... فلكم وردت الماءَ غيرَ قراحِ

[الباب السادس]

[في التهاني والتهادي والإغراء قال أبو الطيب المتنبي]

المجد عوفيَ إذ عوفيتَ والكرمُ ... وزال عنك إلى أعدائك الألمُ

صحّتْ بصحّتك الغارات وابتهجت ... بها المكارم وانهلّت بها الدّيمَ

وراجع الشمسَ نورٌ كان فارقها ... كأنّما فقدهُ في جسمها سقم

ولاح برقك لي من عارضيْ ملك ... ما يسقطُ الغيث إلا حين يبتسمُ

يسمى الحُسام وليست مشابهة ... وكيفَ يشتبه المخدوم والخدم

تفرّد العربُ في الدّنيا بمحتدهِ ... وشارك العربَ في إحسانه العجمُ

وأخلصَ الله للإسلام نصرته ... وأن تقلّبَ في آلائه الأمم

وما أخصّك في برءٍ بتهنئةِ ... إذا سلمتَ فكلّ الناس قد سلموا

[وقال الصاحب بن عباد]

هذي المكارم والعلياء تفتخرُ ... بيومِ مأثرة ساعاتهُ غررُ

<<  <  ج: ص:  >  >>