الكاتب الشاعر اللغوي النحوي صاحب البدائع المأثورة في مقاماته المشهورة التي نسجها على منوال مقامات بديع الزمان الهمذاني وأنشأ خمسين مقامة أتى فيها على كثير من مواد اللغة وفنون الأدب وأمثال العرب وحكمها بعبارة مسجعة مزينة بأنواع البديع، ولا سيما الجناس ترغيباً للطلاب في حفظ اللغة وأدبها وتفكيهاً لهم بمطالعتها وتحل وقائعها أبا زيد السروجي وهو أعربي فصيح من سروج كان قد قدم البصرة وأعجب به علماؤها، وسمى راويها عنها لحارث بن همام (يريد نفسه) وأهداها إلى الوزير جمال الدين بن صدفة وزير المسترشد العباسي، وله غير المقامات شعر كثير ورسائل بديعة وكتب في النحو واللغة منها كتابه: درة الغواص في أوهام الخواص، وملحة الإعراب في النحو، وتوفي بالبصرة سنة ٥١٥ هـ.
[فن التاريخ]
أول ما وضع في التاريخ باللغة العربية الكتاب الذي وضعه عبيد بن شرية لمعاوية وفي صدر الدولة العباسية وضع كثير من العلماء كتباً في التاريخ بأقسامه التي من أشهرها:(١) فن السيرة والمغازي: وأشهر من ألف فيه من الأوائل محمد بن إسحاق.
(٢) فن الفتوح: وأشهر من ألف فيه منهم الواقدي والمدائني وأوب مخنف.
(٣) فن طبقات الرجال: وأشهر علمائه ابن سعد كاتب الواقدي والبخاري.
(٤) فن النسب: وأشهر قدماء علمائه الكلي وابنه.
(٥) فن أخبار العرب وأيامها: وأشهر علمائه أبو عبيدة والأصمعي.
(٦) قصص الأنبياء: وكتب فيه كثيرون.
(٧) تاريخ الملوك: ومن أقدم من كتب فيه ابن قتيبة والهيثم ابن عدي وابن واضح اليعقوبي، ثم شيخ المؤرخين وعمدتهم محمد بن جرير الطبري الجامع كتابه هذه الفنون السابقة مرتباً على حسب السنين الهجرية.