يومٌ تبسّم عنه الدّهر واجتمعت ... له السّعود وأغضت دونه الغير
حتى كأنا نرى في كل ملتفتِ ... روضاً تفتّحَ في أثنائه الزهر
لما تجلّى عن الآمال مشرقةً ... قال العلي بك استعلى وأقتدر
وافى على غير ميعاد يبشرنا ... بأن ستتبعه أمثاله الأخر
أهنا المسرّاتِ ما جاءت مفاجأةً ... وما تناجى بها الألفاظ والفكرُ
لو أن بشرى تلقتها بموردها ... لأقبلت نحوها الأرواح تبتدر
وما تعنّف من يسخو بمهجته ... فإنَّ يومك هذا وحده عمرُ
فما غدوت وما للعين منقلبٌ ... إلا إلى منظر يبهي ويحتبر
ثنت مهابتك الأبصار حاسرة ... حتى تبين في ألحاظها خزر
إذا تأملتهم غضّوا وإن نظروا ... خلال ذاك فأدنى لفته نظروا
في ملبس ما رأته عين معترض ... فشكَّ في أنّه أخلاقك الزّهر
ألبسته منك نوراً يستضاء به ... كما أضاء ضواحي مزنه القمر
وقد تقلّدت عضباً أنت مضربه ... وعنك يأخذ ما يأتي وما يذر
ما زال يزداد من إشراق غرّته ... زهراً ويشرق فيهِ التيه والأشر
والشّمس تحسد طرفاً أنت راكبه ... حتى تكاد من الأفلاك تنحدر
حتى لقد خلت أن الشمس أزعجها ... شوقاً وظلّت على عطفيه تنتشر
وقال أبو أذينة يغري الأسود بن المنذر بقتل آل غسان وكانوا قتلوا أخاً له
ما كلُّ يوم ينالُ المرءُ ما طلبا ... ولا يسوغهُ المقدارُ ما وهبا
وأحزمُ الناس منْ غن فرصة عرضت ... لم يجعل السبب الموصول منقضبا
وأنصفُ الناس في كلّ المواطن منْ ... سقّى المعادين بالكاس الذي شربا