للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وفدت مع قومها على النبي صلى الله عليه وسلم، وأسلمت وكان يعجبه شعرها ويستنشدها ويقول هيه يا خناس، ويومئ بيده.

وما فتئت تبكي صخراً قبل الإسلام وبعده حتى عميت، وبقيت إلى أن شهدت حرب القادسية مع أولادها الأربعة، فأوصتهم وصيتها المسرة وحضتهم على الصبر عند الزحف فقتلوا جميعاً، فقال: الحمد الله الذي شرفني بقتلهم، ولم تحزن عليهم حزنها على أخويها، وتوفيت سنة ٢٤هـ?.

شعرها: أغلب علماء الشر على أنه لم تكن امرأة قبل الخ=نساء ولا بعدها أشعر منها، ومن فضل ليلى الأخيلية عليها لم ينكر أنها ارثى النساء وكان شار يقول لم تقل امرأة شعراً إلا ظهر العف فيه لقيل وكذلك الخنساء فقيل تلك التي غلبت الفحول، ولم يكن شأنها عند شعراء الجاهلية أقل منه عند شعراء الإسلام فذلك النابغة الذبياني يقول لها وقد أنشدته بسوق عكاظ قصيدتها التي مطلعها:

قذى بعينيك أم بالعين عوّار ... أمة ذرَّفت إذ خلت من أهلها الدارُ

لولا أن أبا بصير (يعني الأعشى) أنشدني قبلك لقلت أنك اشعر من بالسوق، وسئل جرير من أشعر الناس قال أنا لولا الخنساء، قيل فبم فضلتك قال بقولها:

إن الزمان (وما يفنى له عجبُ) ... أبقى لنا ذنباً واستوصل الراس

إن الجديدين في طول اختلافهما ... لا يفسدان ولكن يفسد الناس

ومن جيد شعرها ترثي أخاها صخراً:

أعيني جودا ولا تجمدا ... ألا تبكيان لصخر النَّدى

ألا تبكيان الجريء الجميل ... ألا تبكيان الفتى السّيدا

رفيع العماد طويل النّجا ... د ساد عشيرته أمردا

<<  <  ج: ص:  >  >>