للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الجميل القلب الطاهر فإن تفاؤت المراتب بحسن تفاؤت المناقب.

وما الحسن في وجه الفتى شرفٌ له ... إذا لم يكن في فعله والخلائق

وكم أعددت للأنس مقاعد وفي الأمثال (ربّ ساعٍ لقاعد) فإن ظلي ظليل ونسيمي عليلٌ بليل تهدأ بي الأنفاس وتسكن الأعضاء والحواس.

(فقام النهار) يعثر في ذيله وقد كفكف واكف سيله فما لبث أن تنفس الصباح وأظهر من سناه ما أخفى ضوء المصباح ورفرف بجناحه الأبيض على الدجى فاقتنصه من وكره بعدما سكن وسجا.

فكأنّ الصباح في الأفق بازٌ ... والدجى بين مخلبيه غرابُ

وقال تبا لك أيها (الليل) فلقد أوتيت من المين أوفر نيل أي حديث لك صحيح وضعته وأي حق لك صريح أضعته.

عليك بالصدق ولو أنه ... أحرقك الصدقُ بنار الوعيد

وأبغ رضا الله فأبغى الورى ... من أسخط المولى وأرضى العبد

نعم لك في السمر خبرٌ مرفوع بيد أنه مكروه في السنة موضوع قد اشتهرت لكن بأقبح الأوصاف وعدلت لكن عن سبيل العدل والإنصاف تكتم عن المرء ما يرديه (وَتُخْفِي فِي نِفْسِكَ مَا اللهُ مُبْدِيهِ) [الأحزاب: ٣٧] وفي المثل (الليل أخفى للويل) فما أصعب مراسك قبل افترار سهيل وهل يترنم بذكرك إلا غافل وأنى يغتر بك عاقل ونجمك آفل وكيف تفتخر علي وأنت تفتقر إلي ولما سلب النهار بأساليب بيانه العقول "سكت الليل" ملياً ثم أنشأ يقول:

فعين الرضا عن كلّ عيب كليلةً ... كما أن عين السخط تبدي المساويا

كيف أتصدى للكذب وأتردى باللهو واللعب وأنا المنعوت باللطف والظرف والموسوم بالصمت وغض الطرف كيف أورث الغرور وأوثر الغفلة على الحضور وأنا الداعي إلى ذكر الله وحده والساعي في رد الكثرة الوهمية إلى عين

<<  <  ج: ص:  >  >>