للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكنت صحبته برياش وزي وأثاث وري فما برح يبيعه في سوق الهضم ويتلف ثمنه في الخصم والقضم إلى أن مزق مالي بأسره وأنفق مالي في عسره فلما أنساني طعم الراحة وغادر بيتي أنقى من الراحة قلت له يا هذا أنه لا مخبأ بعد بوس ولا عطر بعد عروس فانهض للاكتساب بصناعتك واجتني ثمرة براعتك فزعم أن صناعته قد رميت بالكساد لما ظهر في الأرض من الفاسد زلي منه سلالة كأنه خلالة وكلانا ما ينال معه شبعة ولا ترقا له من الطوى دمعة وقد قدته إليك وأحضرته لديك لتعجم عود دعواه وتحكم بيننا بما أراك الله فأقبل القاضي عليه وقال له وعيت قصص عرسك فبرهن الآن عن نفسك وإلا كشفت عن لبسك وأمرت بحسبك فأطرق إطراق الأفعوان ثم شمر للحرب العوان وقال:

اسمعْ حديثي فإنه عجبُ ... يضحك من شرحه وينتحبُ

أنا امرؤٌ ليس في خصائصه ... عيبٌ ولا في فخاره ويبُ

سروجُ داري التي ولدتُ بها ... والأصل غسانْ حين أنتسبُ

<<  <  ج: ص:  >  >>