شعره يمتاز برشاقة اللفظ ووضوح المعنى، وحسن النظم، وقلة التكلف، حتى عد عند المرفقين من الشعراء جرير أنه أشعر شعراء الجاهلية، وأغراه تكسبه بالشعر أن يفتن في ضروب المدح ومن أبلغ شعره معلقته التي أولها:
عوجوا فحيوا لنعم دمنة الدار ... ماذا تحيون من نؤى وأحجار
أقوى وأقفر من نعم وغيره ... هوج الرياح بها بي الترب موار
وقفت فيها سراة اليوم أسألها ... عن آل نعم أموناً معبر أسفار
فاستعجمت دار نعم ماتكلمنا ... والفدار لو كلمتنا ذات أخبار
ومن جيد قوله في الاعتذار
آثاني (أبيت اللعن) أنك لمتني ... وتلك التي أهتم منها وأنصب
فبت كأن العائدات فرشتني ... هراساً به يعلى فراشي وقشب
حلفت فلم أترك لنفسك ريبة ... وليس وراء الله للمرء مطلب
لئن كنت قد بلغت عني جناية ... لمبلغك االواشي أغش وأكذب
ولكنني كنت امرأ لي جرانب ... من الأرض فيه مستراد ومهرب
كفعلك في قوم أراك اصطنعتهم ... فلم ترهم في شكرهم ذلك أذنبوا
فلا تتركني بالوعيد كأنني ... إلى الناس مطلي به القار أجرب
ألم تر أن الله أعطاك سروة ... ترى كل ملك دونها يتذبذب
وإنك شمسٌ والملوك كواكب ... إذا طلعت لم يبد منهن كوكب
ولست بمستبق أخا لا تلمه ... على شعث أي الرجال المهذب