للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يخرج منه مدة ٤٥ سنة، مكتفياً بالنبات متعللاً بأنه فقير وأنه يرحم الحيوان. وعاش عزبا إلى أن مات سنة ٤٤٩ هـ? بالمعرة. وأوصى أن يكتب على قبره:

هذا جناه أبي عل ... يّ وما جنيتُ على أحد

شعره: وله كثير من الشعر يناقض بعضه في حقيقة العالم والشرائع والمعبود وللناس في اعتقاده أقوال كثيرة والظاهر أنه كان شاكاً متحيراً وهو أحكم الشعراء بعد المتنبي ويفضل عليه في الطبيعيات والاجتماعيات والأخلاق والقوانين والفلسفة والشرائع والأديان. ومن مراثيه قوله:

غير مجدٍ في ملتي واعتقادي ... نوحُ باك ولا ترنُّم شادِ

وشبيهٌ صوتُ النَّعي إذا قي? ... س بصوت البشير في كل ناد

أبكتْ تلكمُ الحمامة أم غنّ ... ?تْ على فرع غصنها المياد

صاح هذي قبرونا تملأ الرُّح ... بَ فأين القبورُ من عهد عاد

خفِّف الوطء ما أظنّ أديم أل ... أرض إلاّ من هذه الأجساد

وقبيحٌ بنا وإن قدم العه ... د هوانُ الآباءِ والأجداد

سر إن استطعتَ في الهواء رويداً ... لا اختيالاً على رفاتِ العباد

ربّ لحدٍ قد صار لحداً مراراً ... ضاحك من تزاحمُ الأضداد

ودفينِ على بقايا وفين ... في طويل الأزمان والآباد

فاسأل الفرقدين عمن أحسّا ... من قبيل وآنساً من بلاد

كمْ أقاما على زوال نهار ... وأنارا لمدلجِ في سواد

تعبٌ كلها الحياةُ فما أع ... جبُ إلاّ من راغبٍ في ازياد

إنّ حزناً في ساعة الموت إضعا ... فُ سرورٍ في ساعة الميلاد

خلق الناس للبقاءِ فضلّت ... أمةٌ يحسبونهم للنفادِ

<<  <  ج: ص:  >  >>