للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

اخلع النَّعلَ واخفض الطرف واخشعْ ... لا تحاولْ من آيةِ الدَّهرِ غمضا

قفْ بتلكَ القصور في اليمّ غرقى ... ممسكاً بعضها في الذُّعرِ بعضا

كعذارى أخفينَ في الماءِ بضّاً ... سابحاتِ به، وأبدين بضّاً

مشرفاتٍ على الزوال. وكانتْ ... مشرقاتٍ على الكواكب نهضا

شابَ من حولها الزمانُ. وشابت ... وشباب الفنونِ ما زالَ غضّاً

ربّ نقشٍ كأنما نفضَ الصّا ... نعُ منهُ اليدينِ بالأمس نفضاً

ودهانٍ كلامعِ الزّيت مرّت ... أعصر بالسّراج والزّيتُ وضّا

وخطوط كأنها هدبُ ريمٍ ... حسنتْ صنعة وطولا وعرضا

وضحايا تكادُ تمشي وترعى ... لو أصابت من قدرة الله نبضا

ومحاريبَ كالبروجِ بنتها ... عزماتٌ من عزمةِ الجنّ أمضى

شيَّدت بعضها الفراعينُ زلفى ... ولني البعضَ أجنب يترضّى

ومقاصيرَ أبدلتْ بفتاتِ ال? ... ?مسك ترباً. وباليواقيتِ قضاً

حظُّها اليومَ هدّةٌ، وقديماً ... صرفت في الحظوظ رفعاً وخفضاً

سقتِ العالمينَ بالسعدِ والنَّح? ... ?سِ إلى أن تعاطتِ النحسَ محضاً

صنعةٌ تدهشُ العقولَ وفنٌّ ... كان إتقانهُ على القومِ فرضا

***

ياقصوراً نظرتها وهي تقضى ... فسكبتُ الدموعَ، والحقُّ يقضى

أنت طغرا، ومجدُ مصرَ كتابٌ ... كيفَ سامَ البلى كتابكِ فضّاً؟

وأنا المحتفي بتاريخِ مصر ... من يصنْ مجدّ قومهِ صانَ عرضا

لم تمت أمَّةٌ، ولا بادَ شعبٌ ... أقرضوا الذِّكرَ والأحاديث قرضا

ربّ سرِّ بجانبيكِ مزالٍ ... كان حتى على الفراعينِ غمضا

<<  <  ج: ص:  >  >>