ويطلب عند الناس ما عند نفسه ... وذلك ما لا تدّعيه الضراغم
يفدَّي أتمُّ الطَّير عمراً سلاحهُ ... نسورُ الفلا أحداثها والقشاعم
وما ضرّها خلقٌ بغير مخالب ... وقد خلقتْ أسيافه والقوائم
هل الحدث الحمراء تعرف لونها ... وتعلم أيُّ الساقيين الغمائم
سقتها الغمام الغرُّ قبل نزوله ... فلما دنا منها سقتها الجماجم
بناها فأعلى والقنا تقرع القنا ... وموج المنايا حولها متلاطم
وكان بها مثل الجنون فأصبحت ... ومن جثث القتلى عليها تمائم
طريدة الّليالي كلّ شيءٍ أخذته ... وهنَّ لما يأخذن منك غوارم
وكيف ترجّى الرُّوم والرُّوس هدمها ... وذا الطعن آساس لها ودعائم
وقال جرير المتوفى سنة ١١٠ هـ? يمدح عبد الملك بن مروان:
تعزّت أمُّ حزرة ثمَّ قالتْ ... رأيتُ الموردين ذوي لقاحِ
ثقي بالله ليسَ له شريك ... ومنْ عندِ الخليفة بالنّجاحِ
سأشكر غنْ رددت إليّ ريشي ... وأنبتَّ القوادمَ في جناحي
ألستمْ خيرَ منْ ركبَ المطايا ... وأندى العالمينَ بطون راحِ
وقال أيضاً يمدح عمر بن عبد العزيز ويستعطفه
إكمْ باليمامةِ منْ شعثاءَ أرملةَ ... ومنْ يتيم ضعيف الصّوت والنّظرِ
ممّن يعدُّكَ تكفي فقد والدهِ ... كالفرخ في العشّ لم ينهض ولم يطرِ
يدعوك دعوة ملهوف كانّ بهِ ... خبلاً من الجنّ أو مسّاً من النُّسرِ
إنّا لنرجو إذا ما الغيثُ اخلفنا ... منَ الخليفةِ ما نرجو منَ المطرِ
أنى الخلافةَ أو كانتْ لهُ قدراً ... كما أتى ربهُ موسى على قدر
هذي الأراملُ قد قضيتَ حاجتها ... فمنْ لحاجةِ هذا الأرمل الذّكرِ