والدّهر يكبو بالفتى وتارة ... ينهضهُ منْ عثرةٍ إذا كبا
لا تعجبنْ من هالكٍ كيف هوى ... بلى فاعجبن من سالمٍ كيف نجا
إنّ نجوم المجدِ أمستْ أفّلا ... وظلّهُ القالصُ أضحى قد أزى
إلا بقايا منْ أناسٍ بهم ... إلى سبيلِ المكرمات يقتدى
إذا الأحاديث انتضتْ أنباءهم ... كانت كنشر الرَّوض غاداهُ السَّدى
لا يسمع السّامع في مجلسهم ... هجراً إذا جالسهم ولا خنا
ما أنعم العيشة لو أن الفتى ... يقبل منه الموتُ أسنّاء الرُّشا
أو لو تحلَّى بالشبّاب عمرهُ ... لم يستبله الشَّيبُ هاتيك الحلى
هيهات مهما يستعرّ مسترجعٌ ... وفي خطوب الدّهر للناس أسى
وفتية سامرهم طيفٌ السكرى ... فسامروا النَّوم وهم غيد الطّلى
والليل ملقٍ بالموامي بركهُ ... والعيس ينبئن أفاحيص القطا
بحيث لا تهدي لسمع نبأة ... إلاّ نئيمُ البوم أو صوت الصَّدى
شايعتهم على السُّرى حتى إذا ... مالت أداةُ الرّحلِ بالحبس الدّرى
قلت لهم إنّ الهوينا غبُّها ... وهنٌ فجدُّوا نحمدوا غب السرى
وموحش الأقطار طام ماؤهُ ... مدعثر الأعضادِ مزومِ الجبا
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute