القبض والبسط في أيدي ذوي شطط ... من كل سكران من خمر الهوى ثمل
تسطو الكلاب على أسد الشرى سفها ... والباز الأشهب يخشى صوله الحجل
والقرد يضحك من نمر على هزؤ ... والكلب يوعد ليث الغيل بالغيل
نال المرام علوج لاخلاق لهم ... فوق المؤمل من شب ومكتهل
أملى لهم دهرهم فاستمهلوا أمداً ... مرخى لهم في مروج العيش والطول
شر العصر زمان يستمد به ... خب لئيم غدا في الشر كالثمل
لايعلم الرشد من غي وليس له ... سوى الشرارة في قول وفي جدل
ناهيك من غمة غماء ماسمعت ... بمثلها أذن في الأعصر الأول
أشدد بها أزمة، الله يفرجها ... مااضيق العيش لولا فسحة الأمل
مالي وللبلدة الحمقاء اسكنها ... مساكنها لذوي خرق أولي حيل
وليس لي ناقة فيها ولاجمل ... وليس لي ثم من ثور ولاحمل
ولا يستقيم وفاق لي بمثلهم ... وهل يطابق معوج بمعتدل
قد ذقتهم وبلوت الحال عندهم ... فما حصلت على صاب ولاعسل
ليسوا كراماً ولكن من مكارمهم ... مابالكرائم من جبن ومن بخل
إني ابتليت باخلاق فوصلعهم ... وعد ومطل وارجاء على مذل
لايفعلون إذا قالوا فقد بعدت ... مسافة الخلف بين القول والعمل
أضحت مواعيد عرقوب لهم مثلاً ... ومامواعيدهم غلا على دخل
أخلاقهم صح إنجازاً لموعدهم ... إذ كان وعدهم كذباً من الخجل
أشكو الزمان وأهليه وأمقتهم ... إذ سوء أفعالهم أوفى على القلل
ساءت سريرتهم حالت طريقتهم ... زاغت بصيرتهم عن أقوم السبل
علمٌ بلا عمل حكم بلا حكم ... ظلم على عجل وعدٌ على مهل
الإفك والزور والبهتان عندهم ... والسعي في الأرض بالإفساد والخلل
الكذب مستحسن والصدق عندهم ... مستهجن من صفات العاجز الوكل
أهنى الطعام لحوم الناس عندهم ... ألنم فيما لديهم شربة العسل