(٢) «تفسير المنار» (٩/ ٤٠٧). (٣) كما نقله مصطفى السِّباعي عنه شفاهًا في كتابه «السنة ومكانتها في التشريع» (ص/٣٠). والسِّباعيُّ رجلٌ قد خَبَر رشيدًا وخالَطه، وعلِم من حاله ما جَعَله يؤكِّد أنَّه كان يقول بحجيَّة السُّنة القوليَّة في آخر عمرِه، وهذه شهادةُ من السِّباعي تُعزِّزها مقالات (رشيد رضا) في مجلته «المنار»؛ ولذا كان مِن خطايا الطَّاعنين في السُّنَن: استشهادهم على قُبحِ فِعالِهم ببعضِ مَقولاتٍ لرشيدٍ قديمة، مِن قبيلِ قوله مثلًا: «إنَّ ما وَرَد في عدم رغبة كبار الصَّحابة في التَّحديث، بل فى رغبتهم عنه، بل فى نهيهم عنه، قوَّى ترجيحَ كونِهم لم يُريدوا أنْ يجعلوا الأحاديثَ دينًا عامًا دائمًا كالقرآن»، كما في «مجلة المنار» (١٠/ ٧٦٨).
فترى (أبو ريَّة) في كتابه «الأضواء» (ص/٤٨ - ٥٠) ينقُل هذا الكلامَ، ويعتمده مذهبًا لرشيدٍ، ويُقرُّه على ذلك (جمال البنَّا) فى كتابِه «السُّنة ودورها فى الفقه الجديد» (ص/٢٢٥)؛ ولو بُعث رشيد رضا، لكان أوَّل مَن يَردُّ عليهما في أكثر مِن موضع مِن كتابيهما!