للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي تقريرِ هذه الحقيقة المتواترة يقول أبو الحسن الأشعري: « .. وخالفوا -يعني المعتزلة- رواياتِ الصَّحابة رضي الله عنهم عن نبي الله صلى الله عليه وسلم في رؤية الله عز وجل بالأبصار، وقد جاءت في ذلك الرِّوايات مِن الجِهاتِ المختلفات، وتواترت بها الآثار، وتتابعت بها الأخبار» (١).

ويقول أبو بكر الكَلاباذي (ت ٣٨٠ هـ): «الأخبار في هذا مشهورةٌ متواترةٌ، وَجب القولُ به، والإيمان والتَّصديق له» (٢).

وممَّن جهر بتواتر أحاديث الرُّؤيةِ غيرُ مَن سَبق جَمٌّ غفيرٌ مِن أئمَّة الإسلامِ، منهم: أبو محمَّد ابن حزم (٣)، وابن عطيَّة (٤)، وابن قيِّم الجوزيَّة (٥)، وأبو الفداء ابن كثير (٦)، وأبو العبَّاس القرطبي (٧)، وابن أبي العزِّ الحنفي (٨)، وابن حجر العسقلاني (٩)، وغيرُ هؤلاء كثير.

ولذلك قال ابن تيميَّة:

«وأهل العلمِ بالحديثِ يعلَمون أحاديثَ الرُّؤية متواترةً، أعظمَ مِن تواترِ كثيرٍ ممَّا يظنُّونه متواترًا، وقد احتجَّ أصحابُ الصَّحيح منها أكثرَ ممَّا خرَّجوه في الشُّفعة، والطَّلاق، والفرائض، وسجود السَّهو، ومناقبِ عثمان وعليٍّ، وتحريم المرأة على عمَّتِها وخالتِها، والمسحِ على الخفين، والإجماعِ، وخبِر الواحدِ، والقياسِ، وغيرِ ذلك مِن الأبواب الَّذين يقولون إنَّ أحاديثها متواترة؛ فأحاديث


(١) «الإبانة عن أصول الديانة» (ص/١٤).
(٢) «التَّعرُّف لمذهبِ أهل التَّصوف» للكلاباذي (ص/٤٢).
(٣) «الفِصل في الملل والنحل» (٣/ ٣).
(٤) «المحرر الوجيز» (٢/ ١٣١).
(٥) «حادي الأرواح» (ص/٢٩٦).
(٦) «تفسير القرآن العظيم» (٣/ ٣٠٩).
(٧) «المُفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم» (٣/ ٢١).
(٨) «شرح العقيدة الطحاوية» (١/ ٢١٥).
(٩) «فتح الباري» (٨/ ٣٠٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>