للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الجرب، قَالَ زُهَيْر:

فأبرى موضحات الرَّأْس مِنْهُ ... وَقد يشفي من الجرب الهناء

وَمِنْه قَول الآخر:

مَا إِن رَأَيْت وَلَا سَمِعت بِهِ ... كَالْيَوْمِ طالي أينقٍ جرب

متبذلا تبدو محاسنه ... يضع الهناء مَوَاضِع النقب

ثمَّ استعير هَذَا فِي كل من رفد غَيره لسد فقرٍ أَو إصْلَاح أَمر، وَهُوَ من حسن التَّشْبِيه وقريبه؛ قَالَ أَبُو بكرٍ: وأذيل العسيرة مَعْنَاهُ: أَلين النَّاقة الصعبة لأحمل عَلَيْهَا الضَّعِيف والمجتدي. وَقَوله: فانباق عَليّ الدَّهْر مَعْنَاهُ: قصدني ببائقةٍ، وَهِي البلية والداهية، ومتخوفا: متنقصا قَالَ الله عز وَجل: " أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَى تخوفٍ " النَّحْل: ٤٧ قَالَ القَاضِي: يُقَال تخوفه إِذا انتقصه، كَمَا قَالَ الشَّاعِر:

تخوف السّير مِنْهَا تامكًا قردًا ... كَمَا تخوف عود النبعة السفن

يَعْنِي نَاقَة تنقص سَيرهَا من سنامها بعد تمكنه واكتنازه. والنبع شجر مَعْرُوف وَقَالَ الْأَعْشَى:

ونَحْنُ أُنَاسٌ عُودُنا عود نبعةٍ ... إِذا افتحر اليحان بكر وتغلب

والسفن: الفأس، وَهُوَ يتنقص الْعود وينحته حَتَّى يصنع مِنْهُ سفينة، وَمِنْه سميت سفينة بِمَعْنى مسفونة أَي منحوتة منجورة منتقصة الأعواد بالسفن. وَقد قرئَ على تخوف بِمَعْنى الانتقاص من الحافات والجوانب. قَالَ أَبُو بكرٍ: والجمة: الْقَوْم يسْأَلُون فِي الدِّيَة وَيُقَال أَيْضا للدية جمة. قَالَ الشَّاعِر:

وجمةٍ تسالني أَعْطَيْت ... وَسَائِل عَن خبري لويت

فَقلت لَا أَدْرِي وَقد دَريت

وَقَوله: حَتَّى اخترم ظهرتي فِي الظهرة قَولَانِ: الظهرة قَولَانِ: الظهرة عشيرة الرجل. وَقَالَ لي أَبِي قَالَ أَحْمَد بْن عبيد: الظهرة والأهرة مَتَاع الْبَيْت وَمَا يصونه الرجل مِمَّا يودعه منزله من الْآنِية وأفنى عمارتي الْعِمَارَة: الْقَبِيلَة. وأساف ماليه مَعْنَاهُ أَو قع السواف فِي إبلي. وأصدرها طفْلا مَعْنَاهُ عِنْد غيبوبة الشَّمْس، يُقَال ظفلت الشَّمْس إِذا تهيأت للغروب. وَفِي السواف لُغَتَانِ: السواف والسواف بِضَم السِّين وَفتحهَا وَهُوَ دَاء يَأْخُذ الْإِبِل فيقتلها. قَالَ أَبُو عَمْرو الشَّيْبَانِيّ: السواف من أدواء الْإِبِل بِالْفَتْح، وَقَالَ الْأَصْمَعِي: السواف مضموم من الأدواء بِمَنْزِلَة الكباد والسعال والنخار. عكرًا دثرًا العكر جمع عكرة وَهِي سَبْعُونَ من الْإِبِل إِلَى الْمِائَة، والدثر هُوَ المَال الْكثير وَجمعه دثور.

قَالَ امْرُؤ الْقَيْس:

لعمري لقوم قد نرى فِي دِيَارهمْ ... مرابط للأمهار والعكر الدثر

<<  <   >  >>