وَحدثنَا ابْن الْأَنْبَارِي قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَن مُحَمَّد بْن عبد الحكم عَن اللحياني قَالَ: الذِّرَاع والكراع يذكران ويؤنثان، قَالَ: وَلم يعرف الْأَصْمَعِي التَّذْكِير فيهمَا. قَالَ ابْن الْأَنْبَارِي وَحكى السجسْتانِي عَن أَبِي زيد أَنه قَالَ: الذِّرَاع يذكر وَيُؤَنث، وَقَوْلهمْ هَذَا ثوب سبع فِي ثَمَانِيَة، ذكرُوا ثَمَانِيَة وأنثوا سبعا لأَنهم أَرَادوا سبع أَذْرع فِي ثَمَانِيَة أشبار، والشبر مُذَكّر فَلذَلِك ألْحقُوا الْهَاء فِي ثَمَانِيَة. وَقَالَ الْفراء عِنْد ذكره تَأْنِيث الذِّرَاع: وَقد ذكر الذِّرَاع بعض عكل فَقَالَ: الثَّوْب خَمْسَة أَذْرع وَسِتَّة أَذْرع وَخمْس أَذْرع وست أَذْرع. وَقَوله: وَفِي الْبَيْت نمرقتان الْوَاحِدَة نمرقة بِضَم النُّون وَالرَّاء فِيمَا حكى اللغويون وَذكر الْفراء أَنه سمع بعض كلب يَقُول نمرقة بكسرهما وَتجمع نمارق وَهِي الوسائد والمرافق، قَالَ الله تَعَالَى ذكره: " وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ " الغاشية: ١٥ وَمن هَذَا قَول امْرَأَة من بني عجل فِي يَوْم ذِي قار تَحض قَومهَا على قتال الْأَعَاجِم:
إِن تقدمُوا نعانق ... ونفرش النمارق
أَو تهزموا نفارق ... فِرَاق غير وامق
وَقلت على نَحْو هَذَا هِنْد بنت عتبَة:
نَحْنُ بناتُ طَارِقْ ... نَمْشِي على النمارق
ونلبس اليلامق ... إِن تقبلُوا نعانق
أَو تدبروا نفارق ... فِرَاق غير وامق
وَمن النمارق قَول ذِي الرمة:
كَانَ فُؤَادِي قلب جاني مخوفةٍ ... على النَّفس إِذْ يكسين وشي النمارق
قَالَ القَاضِي: وَفِي تَسْمِيَة الوسادة مرفقة وَجْهَان: أَحدهمَا أَنه من الرِّفْق والارتفاق بالشَّيْء وَالِانْتِفَاع من مرافق الدَّار والأثاث، قَالَ الله عز ذكره " وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرْفَقًا " الْكَهْف: ١٦ وَقُرِئَ مرفقا. وَقَالُوا: قد ارتفق فلَان بِمَال فلَان وأرفقه صَاحبه، وَجَاء فِي مرفق الْيَد مَرْفِق وَمِرْفَق أَيْضا، تكسر الأدوات مثل مقطع ومخرز ومخيط، قَالَ أُميَّة بْن أَبِي الصَّلْت يُخَاطب سيف بْن ذِي يزن لما ظفر بِالْحَبَشَةِ وأجلاهم عَن الْيمن:
فَاشْرَبْ هَنِيئًا عَلَيْك التَّاج مرتفقا ... فِي رَأس غمدان دَارا مِنْك محلالا
وَقيل لَهَا وسَادَة لتوسدها، قَالَ الْأَعْشَى:
إِن كنت لَا تشفين غلَّة عاشق ... كلف بحبك يَا جبيرَة صادي
فانهي خيالك أَن يزور فَإِنَّهُ ... فِي كل منزلةٍ يعود وِسَادِي
وَقَالَ الْأسود بن يعفر:
نَام الخلي وَمَا أحس رقادي ... والهم محتضر لدي وِسَادِي