للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وترائكها (١) من ستٍ إلى تسع". فقول عريب موافق لقول الجاحظ في تأويله: أنَّه أراد البيض.

وأنشد أبو حاتم "في كتاب الطير" (٢) له، لعبد الله بن مالك النَّهْدِي (٣)، يصف ظليمًا:

أَحَصُّ شَمِيطٌ قَدْ جَرَى فَوْقَ بَيْضِه … ثَلاثِينَ يَوْمًا حَارِسًا غَيْرَ نَائِمِ

فيحتمل عندي: أنْ يريد ذُو الرّمة بقوله: "أبو ثلاثين": الأَيَّام، أَيْ؛ أبو ثلاثين يومًا، وإنْ كانت الإضافة إلى البيض أظهر؛ لا سيّما، وقد قال (٤) ذو الرّمة في بيت آخر يصفُ الظليمَ أيضًا:

هِبَّلًا أَبَا عِشْرِينَ وفْقًا يَشُلُّه … إِلَيْهِنَّ هَيْجٌ مِنْ رَذَاذِ وَحَاصِبِ

فهذا يدلّ على أنَّ المراد في بيته (٥) الأوّل بالثّلاثين: البيض، أو البيض والرئال، ألا ترى قوله: "يشُلُّه إليهن" أَيْ؛ يستحثه إليهن، وَيُطرده تحرّك الرَّذاذ والريحُ المثيرة للتراب والحصباء، كما أنَّ قوله: "أمسى" إشارة إلى الاستعجال، قبل قطع اللّيلَ بينه وبين البيض والرئال] (٦).


(١) التريكة: البيضة بعد أن يخرج منها الفرخ.
(٢) كتاب الطير.
(٣) لم أعثر له على ترجمة ولعلّه عبد الله بن عجلان النهدي، أحد المتيمين الذين قتلهم العشق، وهو شاعر حماسي جاهلي "شرح الحماسة ١٢٥٩". والبيت في شواهد نحوية ٦٣.
(٤) الديوان ١/ ٢١٧، وفبه "هبل أبي .. ". والهبل: الظليم الضخم. ووفقا: أَيْ؛ سواء، وفي الأصل "وقفا".
(٥) في الأصل "بنيه".
(٦) من قوله "قال والنعام" حتّى "الرئال" ساقط من ح.

<<  <  ج: ص:  >  >>