للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

اليوم زيدَ الخيل (١) النَّبْهَانِيّ من طئ؛ لأنَّه كان مجاورًا في بني عَبْسٍ، وهو أوّل من أدرك عامرًا فقال: ما تريدُ يا أَبا مكنف؟ فقال: قد علمت "ذو" أريد، أَيْ؛ الذي أريد، وهذه لغة طيء (٢)، فقال عامر: ما كانت بنو (٣) عبس لتدرك سبي، وما أظنّ أن تنال ذلك حتّى أذيقُك الموت. فقال: ألَا ترى الرَمحَ! فقال عامر: لكن السّيف ما به بأس! قال: أَفَلا أُعطِيكَ رمحي؟ قال: بلى. قال فاركزه وتنَحَّ عنه. فركزه، ولحقه ضبيعة فقال: يا زيدُ، دونَك الرَّجلُ. فقال زيدُ (٤):

إِنِّي أرى في عامرٍ ذو ترون

فحمل عليه ضبيعة فطعنه فمارَ الرمح، وطعنه عامر فجرحه. وكثرته بنو عبس فتخلّص عنهم] (٥).

وقوله (٦): "بمطرّد الكُعُوب" يعني رمحًا متتابعًا مستويًا، كأنَّه يطرّد في اليد، للينه واستوائه. وأراد: إذا هبَّت الرّيح (٧) شمالًا، وأضمرها؛ للدّلالة


(١) هو أبو مكنف زيد بن مهلهل بن زيد بن منهب، ويقال له زيد الخيل، وسمّاه النبيّ - صلى الله عليه وسلم - "زيد الخير" من الصَّحابة السَّادة الفرسان الشعراء "ابن حزم ٤٠٣".
(٢) ينظر الكامل ٣/ ٢١٩.
(٣) في الأصل "بنوا" في الموضعين.
(٤) شعره ١٨٣، والكامل، وفي الأصل "ذو ترى".
(٥) من قوله "أراه" حتَّى "عنهم" ساقط من ح. ومعنى مار الرّمح: أي مال. وينظر تهذيب اللّغة ١٥/ ٢٩٨.
(٦) في ح "قوله".
(٧) في ح "الرياح - فاضمرها - عليه بالمنصوب".

<<  <  ج: ص:  >  >>