للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يرثي المغيرة بن المهلَّب (١)، ومات بمرو وأنشده أبو عليّ في "الذّيل" (٢):

إِنَّ المَهَالِبَ لَنْ يَزَالَ لَها فَتًى … يَمْرِي قَوَادِمَ كُلِّ حَرْبٍ لَاقِحِ

وقال أبو حنيفة: "العَسُوس: النّاقة التي عادتها أنْ ترعى وحدها". قال أبو زيد (٣): "وتبركُ وحدها؛ لسوء خلقها" قال أبو حنيفة وغيره: وكذلك العُسُوس أيضًا. قال أبو الحجّاج: وإنّما أطَلْتُ في تبيين العَسُوس؛ ليتبيّن من تفسير العلماء، ومذاهب فحول الشّعراء، أنَّ "العَسَاسَ" في بيت الجَعْدِي، مصدر في موضع الحال، من الضّمير الذي في "دَرَّت" أَيْ؛ فَدَرَّت هذه الحرب التي هي كالعَسوسُ عَسَاسًا، أَيْ؛ كَرُهًا وكذا فَسَّره أبو عمرو أيضًا لأنَّه (٤) قال: "التي لا تُدِرّ إلّا عساسًا، أَيْ؛ كُرهًا" وكذا قال ابن الأنباريّ: يُقال: ناقة عَسُوس، وبها عَسَسٌ، وأهل نجدٍ يقولون: بها عِسَاسٌ، وكذلك تقتضى الأبيات التي أنشدتها نحو هذا المعنى، وهو كثير. وذهب عن أبي الفتح الصقليّ هذا المعنى، وذهب إلى أنَّ "عَسَاسًا": جمع عُسٍّ؛ الذي هو القَدَح الضّخم، ويجمعُ أيضًا على عَسَسَةٍ، ويجوز أنْ يُجْمَع على أَعْسَاسٍ، كما جُمع عُشٌّ على أَعْشَاشٍ. ولا يبعد قول الصّقليّ عندي مع ذلك؛ إذا حُمِل على حذف مضاف، تقديره: فَدّرت مِلءَ


(١) ابن أبي صفرة الأزدي، أبو فراس، من الأمراء الولاة الفرسان. "ابن حزم ٣٦٨".
(٢) الذيل ١١.
(٣) لم أعثر على هذا في النوادر المطبوع.
(٤) الجيم ٢/ ٢٤٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>