للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لا تُدِرّ إلّا عن مشقّةٍ. وقال غيره، يُقال: "بئس مطلب الدَّر العَسُوس" والعَسُوسُ أيضًا: السيئة الخلق، العَضُوض، ضَربَها (١) مثلًا. [كذا فُسِّر في "شعر الجَعْدِي"، وإذا دَرَّت عن كُره، كان أشدّ على طُلَّابها، وأجدر ألّا يطمع كلّ أحدٍ في حلابها، وكذلك العصُوب التي لا تدرّ حتى تُعْصَبَ فخذاها، ولذلك ضرب بها معنى المثل للحرب أيضًا في قوله (٢):

تُدِرُّ الحربَ ما دَرَّتْ عَصُوبًا … وَنَحْلِبُها وَنُمْرِيها عِلالَا

وقال عامر بن الطّفيل (٣) يتوعد النَّابغة:

نَشُدُّ عِصَابَ الحَرْب حَتَّى نُدِرُّها … إذَا مَا نُفوس القوم طالبت الثُّغْر

وأَبْيَنُ ما في هذا المعنى قول حسّان بن ثابت (٤):

وَنَحْنُ إذَا مَا الحَرْبُ حُلَّ صِرَارُها … وَحَلَّتْ عَلَى الحُلَّابِ بالموتِ والدَّمِ

نكونُ زِمَامَ القَائِدينَ إلى الوغى … إذَا الفَشِلُ الرَّعْدِيدُ لَمْ يتقدَّمِ

فشبَّه الحرب بالنَّاقة إذا حُلّ صرارها؛ وهي خرقة تُشَدّ على أطبائها؛ لئلا يرضعها الفصيل، وَدَرّت على أيدي الحلّاب. وقال زياد الأعجم (٥)،


(١) في الأصل "ضرتها".
(٢) هو معن بن أس المزني، والشّاهد في ديوانه ٧٥.
(٣) الدّيوان ٧٢.
(٤) الديوان ٨٣، وفي الأصل "يكون" ويردّه ما قبله وما بعده.
(٥) سبقت ترجمته في الشّاهد ٨٣، والبيت في الذيل ١١ ضمن قصيدة طويلة مشهورة.

<<  <  ج: ص:  >  >>