للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال أبو الحجّاج: ونحو هذا ما أنشده صاحب "العين" (١):

وَلَكِنِّي أَنُصُّ العِيسَ تَدْمَى … أَظلَّاهَا وَترْكَعُ بالحزُونِ

أَيْ؛ تطأطئ رأسها؛ لشدّة السّير فتركع، أَيْ؛ تكبو على وجهها، ومثل بيت رؤبة قول (٢) طرفة:

مَتَى تَرْجُمْ به الأرضَ تَزْدَدِ

وقبله (٣) يصف إبلًا:

واجْتَزْنَ في ذِي نِسَعٍ مُمَحَّنِ

وبعدهما:

يَفْتَنُّ طُولَ البَلَد المُفَتَّنِ … وَخَلَّطَتْ كُلُّ دِلَاثٍ عَلْجَنِ

تخليط خرقاءِ اليدينِ خلبنِ

واجتزن: أَيْ، وجزن. والنسع: الطُّرق، الواحدة: نِسعَة. وممحّن: ممدود مطوّل. قال ابن حبيب: الممحَّن: المسلوك، محنه النّاس. وقال أبو عمرو: وقوله: "يَفتَنُّ": أَي؛ تمتدّ فيه وتأخذ معه حيث أخذ.


(١) العين ١/ ٢٢٧، والبيت فيها، وفي شواهد نحويَّة ١٠٤ بغير عزو. وفي الأصل "أذلاها"، وهو تحريف. والأظل والمنسم للبعير كالظفر للإنسان. وينظر تهذيب اللّغة ١٤/ ٣٦١.
(٢) الديوان ٢٦ والبيت بتمامه:
وأعلم مخروث من الأنف مَارِنٌ … عتيق متى ترجم به الأرض تزدَدِ
(٣) الديوان ١٦٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>