للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والصّغير، وذلك أدخل جرير من على المبتدأ لاستغراق الجنس، وتنبيه من له أدنى في حس، على تركه لعضه الموجع، وهجائه المقذع، وضرب العض والتضريس مثلًا؛ لشدّة ذلك وتأثيره.

وقوله: "لأقوام": هو جمع قوم، وجمعه يدلّ على ما قال (١) أبو عليّ، على مذهب سيبويه (٢)، والخليل، في أَنَّه وما كان مثله اسم مفرد، يقع على الجميع، وقوم في الأغلب يقع على الرّجال دون النّساء، ألا ترى إلى قول زهير (٣):

أقوم آل حِصْنٍ أَمْ نِسَاءُ

وأحج من هذا قول اللّه تعالى (٤): {لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ}] (٥).


(١) تنظر التكملة ١٧٨.
(٢) ينظر الكتاب ٣/ ٦٢٤.
(٣) الديوان ٧٣ وصدر الشّاهد:
وما أدري وسوف إخال أدري
(٤) سورة الحجرات: ١١.
(٥) من قوله "فهذا أوكد" حتّى "منهنّ" ساقط من ح. وفيها: "وأدخل من على المبتدأ لاستغراق الجنس لأنّه أوكد في الهجو وضرب العض والتضريس مثلًا لشدّة ذلك وقوله لأقوام جمع قوم وجمعه يدلّ على ما قال أبو عليّ على مذهب سيبويه والخليل في أنّه ومثله اسم مفرد يقع على الرجال دون النساء ألا ترى إلى قول زهير أقوم آل حصن أم نساء كأنه من قيام … ".

<<  <  ج: ص:  >  >>