للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أو شجر أو غير ذلك؛ ولذلك خصّ الصَّفِيَّ عندي، مع ما فيه من الإشارة، إلى شدّة ظهر هذا السّاقى، واسوداده وامّلاسه؛ فلذلك يظهر بياض الماء على ظهره إذا جفّ وابيضّ، ألا تراه يقول قبل ذلك (١):

سَقَى السُّقاةُ وَسَقَى سُلْميُّ … أَسْوَدُ جَعْدٌ قَطَطٌ نُوبيّ

هكذا أنشد الأربعة أبو عمرو (٢)، في كتاب "الحروف"، على الإقواء. وقال (٣): "موقعة الطّائر في رأس الجبل الشّاهق" وكذا أنشده الفرّاء في غير موضع من كتبه: "مَتْنَيْه" بالهاء؛ لأنَّها عائدة على "سُلْمِيّ" المتقدّم، وكذا أنشده: "مَتْنَيْهِ" بالهاء في كتاب "الحيوان" (٤) الجاحظ، وكذا ثبت في "الموعب": "مَتْنَيْهِ" بالهاء.

وروى أيضًا (٥): "مهايض الطّير": بدل "مواقع الطّير" يعني: سَلْحَها. قال: والواحد: "مِهْيَض، والهيض: السّلح. وقال ابن دريد: "مواقع الطَّير: مبايتها. وأنشد البيت، ثم قال: وأصل الوقع: الأَثر، ولذلك سمّيت وقيعة الطَّير، ومَوْقَعْتُه؛ لما فيها من أثر ذرقه".


(١) الجيم ٣/ ٢٩٥.
(٢) "أبو عمرو" ساقطة من الأصل وفيه "أنشدها الأربعة"، وينظر شواهد نحويَّة ١١٩.
(٣) المصدر نفسه ٣/ ٢٩٢.
(٤) الحيوان ٢/ ٣٣٩.
(٥) وهي رواية السرقسطي في الأفعال ١/ ١٨١، وينظر التّاج (هيض).

<<  <  ج: ص:  >  >>