للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وعدم مائه وارفاقه (١)، وكذلك تفعل ثعالبه، وإذا كانت هذه الأجناس، تتخوف الهلكة في هذه الفلوات الممتدات، فما الظّن بسائر الحيوانات، التي لا تهتدي فيها هدايتها، ولا رزقت صبرها وكفايتها، [ويدلّ على ما قلته قول النّميريّ (٢):

ويعوى بها من خيفة الهلك ذيبُها (٣)

وإنّما أشار إلى استهساله، ما قاساه من صعوبة هذا المسلك وأهواله، في جنب ما يرجوه عند الممدوح من (٤) بلوغ آماله.

ويمكن أن يكون (٥)، كنّى بالذؤبان عن لصوص العرب الخبثاء، وبالثعالب عن أهل المكر منها (٦) والدّهاء. وأصل العوّاء: للذئاب والكلاب؛ لأنَّ الذئب كلب البر، فيما حكى صاحب "العين" (٧). "فثعالبه": محمولة في العطف على المعنى الذي قدّرته بتداعى ونحوه مما يصلح للفريقين، وقد يُحمَل على فعلٍ مضمرٍ يصلح له، نحو (٨): وتصايح


(١) "وارفاقه" ساقط من ح، وفيها "المسبدات".
(٢) سوف يرد الشّاهد تامًا في لوحة ١٥٥/ أ.
(٣) ساقط من ح، وكذلك "استسهالة".
(٤) في ح "وبلوغ".
(٥) "يكون" ساقط من الأصل.
(٦) في ح "منهم".
(٧) العين ٥/ ٣٧٥ وفي خ "فيما حكاه".
(٨) في ح "ويجوز وتصايح تعالبه وما أشبه ذلك … ".

<<  <  ج: ص:  >  >>