للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال صاحب "العين" (١): اهتبالها: أَيْ، قصدها فيقول: أعد للأمور المخوفة قبل التفاقم، حيلًا تدفع بمثلها عنك اغتيال العظائم، ولا تكن عن النظر فيها تنام، "قبل الرَّمْيُ تُراش السِّهَامُ"] (٢). و "اهتبالها": عندي مصدر أضيف إلى المفعول، والتقدير: اهتبالك إيّاها؛ أَيْ؛ اهتبال مثلك لمثلها، فلما حذف الكاف، وأضاف إلى الضَّمير المفعول رجع إلى الضمير المتصل؛ التي هي "الهاء"، هذا على أنَّ (٣) "اهتبل" بمعنى: قصد، فيصل حينئذ (٤) بنفسه. ويحتمل أن يكون على حذف مضاف، تقديره: اهتبال مُمَارسها، ونحو هذا، فلما حذف المضاف، أقام المضاف إليه مقامه، وهذا النّحو كثير. [وهذا البيت من قصيدة مدح بها الكميت مَسْلَمة بن عبد الملك (٥)، وأغراه فيها بخالد بن عبد الله (٦) القسري، وخوّفه من قيام


(١) لم أجد هذا النص في العين المطبوع مع وجود الشّاهد فيه ١/ ٢٦٢.
(٢) ساقط من ح وفيها "ويقال اهتبل اغتنم والهبالة الغنيمة واهتبالها أي قصدها كذا قال ثعلب" وهذا مثل من أمتال العرب، يضرب في الاستعداد للأمر قبل وقوعه. وينفر العسكري ٢/ ١٢٢، والميداني ٢/ ١٠١.
(٣) في ح "على من فسر".
(٤) "حينئذ - ويحتمل أن" ساقط من الأصل، وفيه "ويكون".
(٥) ابن مروان بن الحكم من الأمراء الولاة الأبطال، ومن رجال قريش المعدودين. "نسب قريش ١٦٥".
(٦) ابن يزيد بن أسد بن كرز البجلي أبو الهيثم من الولاة الخطباء الأجواد، قتل سنة ١٢٦ هـ، وكان يتهم في دينه. "ابن خلكان ٢/ ٢٢٦ - ٢٣١".

<<  <  ج: ص:  >  >>