للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عن الأصل، وحكى عن بعضهم (١) أنَّه قال: جعله الشّاعر اسمًا مؤنثًا، فلذلك لم يصرفه، وهذا القول غلط، لأنَّه لو كان ترك صرفه للتَّأنيث والتعريف، لم تدخل عليه "الألف واللّام"، كما لا تدخلان على ما وضع علمًا للمؤنث، "كزينب وجيأل"، ونحوهما، من هذين النّوعين. والقول فيه عندي: أنَّه "كسحرَ وأَمْسِ"، على أحد المذهبين في "أمس"، وذلك أنَّه عدل "أبا حباحب" (٢) عن "الألف واللّام"، فصار العدل فيه علةً انضافت إلى التَّعريف، فامتنع من الانصراف، كامتناع "سحَر وأمسِ" في لغة من لم أعربها. ولم يبنها، ولهذا (٣) يقال فيه: "أبو حباحب، وأبو الحباحب"، كما يقال: خرجت "سحر" (٤)، وخرجت "السحر"؛ إذا أردت "الألف واللّام" تمكن في الإعراب، لأنَّ المراد في "العدل" اللّفظ المعدول عنه، ولم تراد "الألف واللّام" في (٥) المعدول، وهذا وجه (٦) خفى جدًا. [ويحتمل أيضًا عندي وجهًا آخر، وهو أنْ يكون] (٧) محمولًا على


(١) لعل المصنف يريد القيسي حيث يقول ٨٠٦: "ترك الكميت صرف حباحب؛ لأنّه جعله إسمًا لمؤنث".
(٢) في الأصل "أبو … على".
(٣) في ح "فلهذا".
(٤) في الأصل "السحر" ويردّه ما قبله، وما بعده.
(٥) في الأصل "لافى".
(٦) في ح "موضع".
(٧) ساقط من ح، وفيها "والأحسن حمله على قول". وفي الأصل "على مذهب".

<<  <  ج: ص:  >  >>