للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال أبو الحجّاج. وهكنا روى "الخَمس" - بفتح الخاء - ابن الأعرابي والسيرافي، عن ابن دريد (١)، وأبو عمر (٢) المطرز وغيرهم، وهو الصَّحيح لهذا الخبر.

قال أبو سليمان (٣) الخطّابي. ورواه بعضهم: "لا خِمْس" - بكسر الخاء - من الورد، وقال: "قد أجشمك الأمرين".

قال أبو الحجّاج: ويروى "تجشمك"، على رواية فتح الخاء، و "يجشمك"، بالياء على كسرها؛ لأنَّ "الخمس" مذكر، والمعنى على رواية الكسر: أنَّ الذي يقوم مقام الخِمس، وطءُ الصَّخر، ونحوه من هذا الجنس، وطلب الخِمس، قد يحمل على الأمر الصّعب؛ إنْ ضَيَّعْتَ الآنَ حظَّك من الشرب، كأنَّه خاطب بعيرًا عنّ له الوِرد، فعافه وطمع في أشبه منه بعد، فهذا كقول علقمة (٤):

تُرادُ عَلَى دِمْنِ الحياضِ فَإنْ تَعفْ … فَإِنَّ المُنَدَّى رِحْلَةٌ فَركُوبُ


(١) ينظر الاشتقاق ١٣٦.
(٢) هو محمّد بن عبد الواحد اللّغوي الراوية المعروف بغلام ثعلب المتوفى سنة ٣٤٥ هـ. "الزبيدي ٢٠٩". وينظر الملمع ٨٣.
(٣) غريب الحديث ٢/ ٢٠٣، وأبو سليمان هو حمد بن محمّد بن إبراهيم المحدث اللّغويّ الأديب المتوفى سنة ٣٨٨. "البلغة ٧٣".
(٤) الديوان ٤٢، وتخريجه في ص ١٧٠، ومعنى تراد: يجاء بها ويذهب. والدمن: الماء الذي سقط فيه البعر. والمُنَدي: أن تعرض الإبل على الماء أكثر من مرّة "شرح الدّيوان ٤٢".

<<  <  ج: ص:  >  >>