للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

و "مشق السَّوابي": عَلَى رِوَايةِ أَبِي عَليّ، كناية عن الخصب، وغضارة الرعى، والمعنى: رعت هذه الإبل، من رعى هذين الموضعين، مثل مشق السّوابي، في حين انشقاقها، ريًّا ونعمة، و "المشق" بمعنى: المنشق، و "عن" في موضع نصب على الحال، أَيْ؛ مثل منشق (١) السَّوابي، منفصلة عن الرؤوس، ويمكن أنْ يريد: أنَّها رعت رعي الأعالي، من هذين الموضعين، [لكرمه، أوْ لا وجه سواه، نتسع في تقصى معناه] (٢). ومن روى: "يُحلّون" فإنّ "مشق السَّوابي"، كناية عن احتلالهم في أعلى الرّوابي؛ لعزّتهم ومنعتهم وبروزهم، [لطالب مكرمتهم.

وفي "شعره"] (٣) أوْ مِنْ "سوبَقة"؛ وهو أعدل، وإنْ كانت "الباء"، تقع كثيرًا ظرفيّة، بمنزلة "في" [ألا تراه قد قال (٤) في موضع آخر:

لَهُ بَعْدَ قَيْظٍ قَاظَهُ بِسُويْقةٍ … عَلَيْهَا وَإنْ لَمْ تَشْرِبِ الماءَ قَاصِرُ

يقال: "ماء قاصرٌ"، إذا كان ما حوله مكليًّا لم يرْعَ كَلأه. و "الجآذِرُ" هنا: أولاد البقر، وخصّها إشارة إلى الارتفاع، أو الاحتماء


(١) في ح "مشق".
(٢) ساقط من ح وفيها "يقوى ذلك الرِّواية الأخرى التي هي يحلون فمن روى يحلون فمن مشق … لعزهم ونجدتهم" وهذه رواية الدّيوان.
(٣) ساقط من ح، وفيها "ويروى أو من سويقه … قد تقع .... بمعنى في".
(٤) الديوان ١٧٠٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>