للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

في الأغلب من أوصاف الرّجال، الذين يحضرون الحرب والقتال، ويردّ هذا عندي، قوله هذا، أنّهم قد قالوا للمرأة: جَبَان، حكاه سيبويه (١) وغيره، وحكى أبو زيد: وجبانة أيضًا. وقد زدته بيانًا في غير هذا الموضع، وظني أنَّ أبا عليّ، إنّما أراد في قوله: "حيث ترك وصف المؤنث"، يعني "بالتَّاء"؛ أَيْ؛ لم تستعمل امرأة جبانة ولا عُوَّارة بالتّاء، فيقال: "جبانة ولا عُوَّارة"، لأنَّ الذي حكى سيبويه، والجمهور: "امرأة جبان"، بلا هاء، فقد أشبهت "مِفْعَالًا ومِفْعِيلًا" من هذا الوجه، فيلتئم المذهبان على هذا، وهذا موضع لم أر لمن قبلي فيه تنبيهًا] (٢).

والميل: جمع أَمْيَل؛ وهو الذي لا يثبت على الفرس، وكذلك "الكفْل"؛ لأنَّ "الكِفْل" يتأخّر عن السّرج إلى الكَفَل. والأَمْيَل: يميل (٣) في شق. والأَمْيَل أيضًا: الذّي لا سيف معه. والأعزل: الذي لا سلاح معه، وجمعه الأقيس: عُزُلٌ، والعُزَّل؛ كأنَّه جمع عازل؛ لو قيل. [وقد حكى الهَرَويّ (٤): رجلٌ "عُزُلٌ"، قال سيبويه (٥): "كما قالوا: "أَعْزَلُ وعُزْلٌ"،


(١) الكتاب ٣/ ٦٤٠.
(٢) من قوله "قال أبو الحجّاج" حتّى "تنبيها" ساقط من ح، وفيها "قال سيبويه ولم يصر فعال يعني حين لم يدخله ها التأنيث فلذلك كسر ولم يجمع بالواو والنّون كما لم يجمع مؤنثه بالألف والتَّاء إذ هذان الجمعان يتباريان الميل … ".
(٣) "والأميل يميل في سق" ساقط من ح.
(٤) هو أبو عبيد أحمد بن محمّد بن محمّد بن أبي عبيد العبدي المؤدّب الهروي من أكابر العلماء، توفي سنة ٤٠١ هـ. "ابن خلكان ١/ ٨٥". وينظر الغربيين ٢/ ٢٨٥، والنهاية ٣/ ٢٣٠.
(٥) الكتاب ٤/ ٢٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>