للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَلَقَدْ ولدْتَ بَنِينَ صِدْقٍ سَادَةً … وَلأنْتَ بَعْدَ الله كُنتَ السِّيِّدَا

قال أبو عليّ: قال أبو الحسن: أخرج "بنين" مخرج "فعيل" (١).

قال أبو عليّ (٢): "إذا جعلت هذه "النّون" حرف الإعراب، صارت ثابتة في الكلمة، فلم تحذف في الإضافة، كما كانت تحذف قبل، كما لا تحذف نون فِرْسِن، وضَيفنٍ، ورَعْشَنٍ (٣)، ونحو ذلك من النونات التي تكون حرف إعراب، وإنْ كانت زائدة؛ ويكون حرف "اللّين" قبلها "الياء"، ولا يكون "الواو"؛ لأنَّ "الواو" تدلّ على إعراب بعينه، فلم يجز ثباتها؛ من حيث لم يجز ثبات (٤) إعرابين في الكلمة.

فأمَّا مَنْ (٥) أجاز ثبات "الواو" في هذا الضّرب من الجمع، قياسًا على "زَيْتُون"، فهو بعيد من جهة القياس، مع أنّنا لم نعلمه جَاء في شيء عنهم، وذلك أنَّ هذه "الواو" لم تكن قطُ إعرابًا، ولا دَالة (٦) عليه،


(١) في تذكرة النّحاة ٣٧٨ "كأنه كان على هذا "بني صدق" ثم أبدل اللام نونًا كما قالوا: "أثانين" فأبدلوا "لام" أثاني نونا … ".
(٢) كتاب الشعر ١٥٩.
(٣) والرعش: المرتعش. والضيفن: الطفيلي. والفرسن - بكسر أوّله وثانية -: من البعير بمنزلة الحافر من الدابة. وينظر المنصف ١/ ١٦٧.
(٤) في ح "لم يجز إعرابان" والأصل متفقة مع كتاب الشعر.
(٥) هو ثعلب، وينظر المجالس ٢٦٦.
(٦) في ح "ولا دلالة عليه".

<<  <  ج: ص:  >  >>