للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يصف حميد بعيرًا (١) ركبه، كانت النّجابة قد ظهرت فيه من صغره، لطيب مرعاه، وكرمه، حتّى كان يرفعه فوق سنّه، مَنْ نظر إليه، [لعظمه؛ ولذلك قال (٢) بعده:

رَمَاهُ المُمَارِي بِالّتي فَوْقَ سِنّهِ … بِسِنٍّ إلى عُلْيا ثلاثٍ يَزِيدُهَا

أَيْ، رماه الجاهل بسنه، بالسّن التي فوق سنه، حتّى ينقله إلى أعلى (٣) من سنّه بثلاثة أعوام (٤)، فيظنّه وهو ابن لَبُون حِقًا، بل جَذَعًا، بل ثَنِيًّا، وذلك ابن ستة أعوام، وقبلهما وهو أوّل القصيدة (٥):

وَصَهْبَاءَ مِنْهَا كَالسَّفِينَة نَضَّجتْ … بِه الحَوْلَ حَتَّى زَادَ شَهْرًا عَدِيدُها

طَوْت مِثْلَ دَوْرِ القُلْبِ مِنْهَا أَلِفَّةً … كَأَرْدِيَةٍ مِنْ بِرْكَةٍ تَسْتجِيدُهَا] (٦)

فَجَاءَتِ بِمِثْلِ السَّابِرِي تَعَجَّبُوا … لَه والثَّرَى مَا جَفَّ عَنْهُ شُهودُهَا

[قوله: "وصهباء": يريد: ناقةً بيضاء مشرّبة حمرة، "ومنها" يعني: الإبل، أضمرها؛ لدلالة الحال عليها.

و "التَّنْضِيج": الزيادة على مدّة الحمل المعهودة؛ وذلك أقوى للولد.


(١) في ح "بعير".
(٢) الديوان ٧٤، وفي الأصل "المهاري" وهو تحريف.
(٣) في الأصل "أعلا".
(٤) "أعوام" تكررت في الأصل.
(٥) الديوان ٧٣ - ٧٥.
(٦) ساقط من ح، وفيها "وقبله"، وينظر الدّيوان ٧٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>