للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الأندلس وأعمرها، ومن أجل أمصارها وأشهرها، وعليها سور منيع بناه أمير المؤمنين عبد الرَّحمن. . . وكانت أيام الملثمين مدينة الإسلام، وبها من كلّ الصناعات كلّ غريبة. . . " (١).

وقال عنها ابن سعيد: "مملكة المرية وهو كتاب النفحة العطرية، في حُلى حضرة المرية" من كتاب الرازي: سورها على ضفة البحر، وبها دار الصناعة، وهي باب الشرق، ومفتاح الرّزق.

ومن المسهب: وأمَّا المرية فلها على غيرها من نظرائها أظهرُ مريَّة؛ بنهرها الفضي، وبحرها الزبرجدي، وساحلها التبري، وحصاها المجزع، ومنظرها المرصع، وأسوارها العالية الراسخة، وقلعتها المنيعة الرفيعة الشَّامخة، وبنى فيها خيران العامري قلعته العظيمة المنسوبة إليه، ومما تفضل به اعتدال الهواء، وحسن خراج أهلها وطيب أخلاقهم ولطف أذهانهم.

قال ابن فرج: "حَدَثَ فيها من صنعة الوشي والديباج على اختلاف أنواعه، ومن صنعة الخز وجميع ما يعمل من الحرير، ما لم يبصر مثله في المشرق ولا في بلاد النصارى. وأعظم مبانيها الصُّمادحية التي بناها المعتصم بن صمادح، ومن متفرجاتها مُنى عبدوس، ومُنى غسان، والنجاد، وبركة الصفر، وعين النطية، ونهرها من أحسن الأنهار. . . " (٢).


(١) الروض المعطار ٥٣٧ - ٥٣٨.
(٢) المغرب ٢/ ١٩٢ - ١٩٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>