للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقدْ علِمتْ بالغيب أنْ لنْ أَودَّها … إذا هيَ لمْ يكرَمْ عليَّ كَريمُها

والمُعَنَّى: المُنْصب (١) المتعبُ، أو (٢) المذلل المأسور، وقوله: "قضى (٣) كلّ ذي دين" مجاز واستعارة، وإن كان فيه إلى تقدّم عِدَةٍ إشارة. على أنَّ هذا قد قيل، لكن اختصرت ذكره؛ لئلا أطيل.

وفي "زهر الآداب" (٤): أنَّ عَزَّةَ دَخلت على عبد الملك بن مروان فقال لها: أنت عَزَّةُ كُثّير؟ قالت: أنا أم بكر الضمرية، فقال لها: يا عَزَّةُ هَلْ تروين من شعر كُثيِّر شيئًا؟ قالت: ما أعرفه، ولكن سمعت الرواة ينشدون له:

قَضى كُلُّ ذي دَيْن [فوفَّى … غَريمَه، وعَزَّةُ مَمْطُولٌ مُعنَّى غَريمُها] (٥).

فقال (٦): أتروين قوله:

وَقَدْ زَعَمَتْ أنَّى تَغَّيرْتُ بَعْدَها … ومَنْ ذا الذي يا عَزَّ لا يتغيَّرَ

فقالت (٧): ما سمعت هذا، ولكن سمعتهم ينشدون:

كأَنَّى أُنادي صخرةً حينَ أَعرضَتْ … من الصُّم لو تَمْشي بها العُصْم زلَّتِ

غَضَوبا فما تلقاكَ إلَّا بخيلَةً … فَمنْ ملَّ منها ذلك الوصلُ ملَّتِ


(١) "المنصب" ساقط من ح.
(٢) في الأصل "و".
(٣) في ح "مضى".
(٤) "وثمر الألباب" لأبى إسحاق الحصري، والنص فيه ١/ ٢٢٢.
(٥) ساقط من ح، وفيها بدله "البيت" وقد سبق تخريجه، وهو الشَّاهد التاسع.
(٦) في ح "قال أفتروين" وينظر: الديوان ٣٢٨، والأمالي ٢/ ١٠٧.
(٧) في ح "قالت" وينظر المصدر نفسه ٩٧، ٩٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>